كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
وخلص من هذا بعد أنّ قرر أنّ الهواء هو الذي يحمل الكلام اللفظي
إلى صماخ اذن السامع، وأنّ ما يُسْمَعُ من صندوق الفونوغراف من الفاظ
القرآن قرآن حقيقةً، وهو كلام اللّه بلا شك، وأنّ صدوره منه وسماعُه
كصدوره من الإنسان وسماعه، فإذا صدرت الكلماتُ القرآنيةُ من ذلك
الصندوق مستوفيةً للشروط بدون ان يكون بها خلل، وقصد من رسم
مخارج تلك الكلمات في الأسطوانات سماعها للعِظَةِ والاعتبار والتدبر فلا
شك في الجواز، وفي انّ السماع عباد!، ثم قال:
"ولا يجبُ ولا يسنُّ عند سماع آية السجدة من الصندوق سجودُ التلاوةِ
لعدم القصدِ، لا لأنّ المسموعَ ليس آيةً من القرآن، هذا ما رايناه في ذلك
واللّه الموفق ".
13 - أحكام السوكرتاه:
أما الرسالة الثانية فقد جاء فيها بعد الحمد دلّه، والصلاة والسلام على
محمد الشفيع، والمرجع الأول في التقنين والتشريع، يقول العبد الفقير
إليه تعالى محمد بن بخيت بن حسين المطيعي الحنفي:
"قد وردَ علينا خطال! من بعض العلماء المقيمين بولاية "سلانيك" (1)
يتضمّنُ السؤال عما يأتي، وطلب الإجابة عنه، فأجبناه لطلبه، وقلتُ
وباللّه التوفيق:
وردُّ خطابكم " تذكرون أنّ المسلمَ يضعُ مالَهُ تحت ضمانةِ اهل قومبانية
تسمّى قومبانية السوكرتاه، اصحابُها مسلمون او ذميون او مُسْتأمنون،
ويُدْفع لهم في نظير ذلك مبلغأ معيّنأ من الدراهم، حتى إذا هلك ماله الذي
(1)
مدينةٌ ذاتُ ميناء، كانت ولاية عثمانية مسماة باسمها، فانسلخت منها في
حربها مع البلقان سنة (1912 - 913 أم)، وهي اليوم مينالمح! يوناني.
وانظر: دائرة معارف القرن العشرين: 5/ 1 1 2، ط 3.
152