كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

ج: إنَّ الأسطوانة لا تحبسُ ريحأ حاملَ صوتٍ كما فهم السائل،
ولكنَّ الة الفونوغراف تنطِقُ بالكلمات نطقأ حقيقيّأ كما ينطِقُ الإنسان،
ولكي تعلمَ صِحَّة ذلك، وتقف على حقيقته، نذكر لك صفة تلك
الآلة كما جاء بالمقتطف بالجزء التاسع من السنة الثانية بصحيفة مئتين
وعشر".
ونقل الشيخ من (المقتطف) في نحو صفحتين تعريفأ كاملاً بهذه
الالة، وكيفَ تسجَّلُ فيها الأصواتُ، ثم تعيدها كما نطق بها الإنسان،
وأنَّها اعجوبةُ الزَّمانِ، وأنَّ مخترعَها هو توماس أديسون 0
"س 6: هل علم الشيخُ انَّ احدَ المبتدعين دبَّرَ أُسطوانة إنجيلى ا م
تحاشاه من ذلك؟.
ج: إن غرضنا مما كتبناه في رسالة الفونوغراف بيانُ الحكم الشرعي
فيما تنطقُ به تلك الالةُ من كلمات القرآن، وأنها قرانٌ حسبما يقضي به
العقلُ والنقلُ، آخذاً من القواعد الشرعية التي دوّنها أئمةُ الدين في
كتبهم، واستنبطوها من الأدلّةِ العقلية والنقلية، وكونُ أحدِ المبتدعين دبّر
اُسطوانة إنجيلى أو لم يدبّر وتحاشاه لا دخل له في بيانِ حكم هذه الحادثةِ
على ما فصلناه في هذه الرسالة ".
وأمّا الردّ على المعترض، فقد ساق الشيخُ اعتراضه، ثم أبطله.
"قال المعترض: ومن غريب العلم بالحديثِ والفقه في الرسالة الثانية
قولُ المستنبطِ: إنّ الإمامةَ الكبرى يجوزُ أن يكونَ الإمامُ فيها كافراً، أي:
يجوزُ ان يكون خليفةَ المسلمين الذي يقلِّد القضاء ويأذن بصلاة الجمعة ".
قال الشيخ: "ونقول ردّاً عليه: إنّ هذا من تحريفِ الكلم عن مواضعه
قصداً، وهو من الكبائر التي يجب على كلِّ مسلمٍ اجتنابُها، فإنَّ لفظنا في
الرسالة هكذا: والمرادُ بالإمامةِ في الحديث المارِّ ذكرُه الإمامةُ الكبرى،
157

الصفحة 157