كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

وفي يوم من الأيام قال له أحدُ زملائه: ماذا تريدُ أن تعمل بعد التخرج
في الأزهر؟.
فقال: أريدُ أن اعمل قاضيأ.
فردّ عليه زميله قائلاً: إنَ دراسةَ المذهب الحنفي شرطٌ للعمل في
القضاء (1).
فترك الطالبُ النجيب محمد دراسةَ المذهب المالكي، وعكف على
دراسة المذهب الحنفي، ويُذْكر ائه كان يحضرُ شرح كتاب "مراقي
الفلاح " (2) على شيخين، ولما قيل له: لماذا تفعل ذلك؟ قال: إنَّ لكل
شيخٍ مذاقأ خاصّأ في الشرح (3).
ثانياً: لمحة عن نظام التعليم في الأزهر قديمآ وحديثاً:
كان الدراسةُ في الأزهر منذ إنشائه والى عهد قريب أساسُها نظام
(1)
(2)
(3)
لأن المذهب الحنفي هو المذهب الرسمي للخلافة العثمانية، وكان مطبقأ
في الولايإت التابعة لها، ومنه! مصر، ولهذا لا يتولى منصب القضاء
الشرعي إلا من كان حنفي المذهب.
مراقي الفلاح: شرحٌ لنور الإيضاح، وهما من تاليف الفقيه الحنفي
حسن بن عفار بن علي الشُرُنْبُلالي، نسبة إلى قريةٍ بإلمنوفيةِ بمصر
اسمه! (شُبْرَى بَلولة)، ولد سنة (994 هـ)، وجاء به والده من هذه القرية
إلى القإهرة، وعمر ابنه ست سنوات، فنثأ بها، ودرس في الأزهر،
وكان مكثراً من التأليف، وأصبح المعول عل! في الفتوى. . توفي سنة
(9 6 0 1 هـ). وانظر: الأعلام، للزركلي.
أخبرني ب! قبال الشيخ على دراسة المذهب الحنفي بدلاً من المذهب
المإلكي فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديإر المصرية،
وكذلك بحضور شرح "مرافي الفلاح " على شيخين.
16

الصفحة 16