كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

وتفسيرِ بعض اَيات الكتاب العزيز، وجاء ردُّ الشيخ على هذه الأسئلة معبّراً
عن ثقافةٍ موسوعيؤ في هذه القضايا.
وكان ردُّه على السؤال الخاص بكيفية خروج المياه من الأرض،
ونزول المطر دلالة على انَّ الشيخ في ثقافته كان مطّلعأ على علوم تتعلّق
بطبقات الأرض، والأحوال الجوية أو المناخ بوجه عام.
وكان في تفسيره للَايات في هذا الموضوع يذكرُ آراءَ العلماء مرجحأ
بينها، او يدلي بالراي الذي انتهى إليه العلم الحديث، فقد قال في اَخر
إجابته عن ذلك السؤال: "والحقُّ أنَّ اللّه خلقَ البحر ابتداءً مُرّاً زُعاقأ، وأنَّ
كلَّ ماءً نزل من السماء فهو عذل!، وأنَّ بعضَ الميا 5 العذبةِ لمّا طالَ مكثُهُ
والحّت عليه الشمسُ بالإحراق صارَ مَلِحأ. . وانَّ في الأرض عروقأ
ومعادنَ تغيّرُ المياه العذبة بجريانها عليها، فيكونُ طعمُ كلِّ ماءً فيها كطعم
المعدن الذي يمرُّ عليه ملحأ كان او غيره، وهذا هو المرادُ بقول مَنْ زعمَ
أنَّ الماء من الاستحالات، فطعمُ كلِّ ماءً على طعم تربته.
ومما أوضحنا يُعْلَمُ أنَّ المعوَّل عليه انَّ مياه العيون وما يجري مجراها
من الأمطار والثلوج، ومن الهواء البخاري المحتبس في جوف الأرض
المنقلب ماء للأسباب التي أودعها اللّه فيها، وانَّ المطر إنَّما هو ناشى من
الأبخرة المتصاعدة من البحار والبراري، ومثله الثلج والبرَدُ، وبهذا
الاعتبار يقول الشاعر:
كالبحر يُمْطِرُه السحابُ وما لَهُ فضل عليه فإنَّه مِنْ مائِهِ"
وختم الشيخُ هذه الرسالةَ بقوله: "وكان آخر تبيض هذه العجالة في يوم
الجمعة تسعة وعشرين رمضان سنة أربع وعشرين وثلاثمئة والف هجرية ".
18 - ارشاد أهل الملة الي اثبات الأهلة:
يقع هذا الكتاب في (384) صفحة من القطع الصغير، وقد جاء في
مقدمته:
167

الصفحة 167