كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
"الحمدُ دلّه الذي جعل علماء الأمة الإسلامية كأنبياء بني إسرائيل،
ليقوموا بتبليغ شريعة المصطفى وبيانها عصراً بعد عصرٍ، وجيلاً بعد
جيلى، وبعث على رأس كل مئةِ سنةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لهذه الأمة دينَها القويم،
ويسلك بهم في الهداية والإرشاد سواءَ السبيل، صراط اللّه العزيز
الحكيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: "لا يزالُ الخيرُ فيّ
وفي امتي إلى يومِ القيامة "، و"لا تزالُ طائفة من أمتي ظاهرينَ، على
الحقِّ، لا يضرّهم مَنْ خالفَهم إلى يوم الدين "، وعلى آله وأصحابه نجوم
الهدى، وحملة الشريعة لمن اهتدى، وحماة الدين.
أما بعد: فيقولُ الغنيئُ باللّهِ، الفقير إلى عفو ربه ورضاه، محمد ابن
المرحوم الشيخ بخيت بن حسين المطيعي الحنفي الأزهري، غفر اللّه له
ولوالديه ولإخوانه في اللّه تعالى ولسائر المسلمين.
قد وقعتْ في رمضان من شهور سنة (328 أهـ) حادثة هي انه قد ورد
على صاحب العطوفة قائم مقام خديوي مصر الأفخم عباس حلمي باشا
الثاني، خلّد اللّه ملكه، وناظر نظار الحكومة المصرية وناظر الداخلية بها
محمد سعيد باشا حفظه اللّه؟ تلغراف من مدير أسوان يخبرُ بها عطوفتَهُ أنّه
ثبت لدى قاضي محكمة مركز الدر الشرعية رؤيةُ هلالِ شوّال ليلةَ الثلاث
الذي هو يوم الإثنين من الصوم، وعلى ذلك يكون شهر رمضان في هذه
السنة (29) يومأ، فأرسل عطوفته إلينا بهذه الخبر ليأخذَ رأينا في العمل
به، وأنا في ذلك الوقت قاضي ورئيس محكمة إسكندرية الشرعية،
فأجبتُ عطوفته بأنَّ اللازم هو العملُ بهذا الخبر التلغرافي وإعلان الفطر
وإطلاق المدافع كالمعتادِ في ذلك ".
ثم تحدّثَ عن الخبر ودرجةِ صحته، والعمل به، سوالمح! اكان خبرَ احادٍ
أم غيره، وقال:
168