كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
لا يَعْدِلُ المرءُ عن شيءِ يُقَرِّرُهُ إلاّ لأمرٍ صحيحٍ ثابتٍ وَجَلي
أمّا الظنونُ، وما النّمامُ يَخْلُقُهُ فليسَ ئقْبَلُه في الئاسِ غيرُ غَبي".
0 2 - رفع الإغلاق عن مشروع الزواج والطلاق:
يقع الكتاب في (07 2) صفحة من القطع المتوسط في احدث طبعة له (1)،
ويتلخّص موضوعه في مناقشة مشروع القانون الخاص بالزواج والطلاق
الذي صدر في سنة (925 ام) وجاء في مقدّمة المؤلِّف لهذا الكتاب قوله:
"قد اطلعتُ على مشروع قانون الزواج والطلاق الذي عمله جماعَةٌ من
أهل العلم الموظفين بالحكومة، فوجدتُ كثيراً من موادّه لا ينطبقُ على
ما جاء في كتاب اللّه، وسنة رسوله جم!، وما اجمعَ عليه المسلمون،
وما قاله الفقهاء المجتهدون، وما استندوا فيه إليه لا يدلُّ عليه، بل كثيراً
ما يخالِفُه تمامَ المخالفة، ولعلَّ ذلك من السهو والنسيان، الذي لا يخلو
منه إنسان، إلاّ من عصمَ اللّه من رسولي ونبيٍّ، فأردتُ أن أذكر ما استندوا
إليه في ذلك من الكُتب التي ذكروها بعباراتها، ليتبيّن للناظرين فيما قالوا
وفيما قلتُ حقيقةَ الحال، وصدق المقال، وأنا لا اقصدُ اعتراضأ
ولا عناداً، ولا اتعرّض للقائل، وإنّما أتعرّضُ لقوله، صارفاًالنظر عن
الذي قال، مكتفياً بالكلام معه على ما قال، ولا أقصد إلا الحق، وما منا
إلاّ من رَدّ ورُدّ عليه إلا الرسل والأنبياء الذين علّمهم اللّه تعالى، فمن رأى
ما قلناه حقّاً قبله، ومن رأى غير ذلك فليقابل الحجةَ بالحجةِ، والنصَّ
بالنصِّ، ولا يطرق باب الجدل الكاذبِ، الذي لا يُقْصَدُ به إلا المغالبة،
ولا يسلك زُخْرفَ القول غرورأ، فإنّ ذلكَ دأب الشياطين الذين هم أعداءُ
الأنبياء والمرسلين، بل هم أعداءُ بني الإنسان اجمعين ".
(1)
نشرت الكتاب دار الفاروق للاستثمارات الثقافية بالجيزة -مصر، سنة
(2006 م).
174