كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
وختم الشيخُ حديثَه بقوله:
"إنّ الشارعَ حكيمٌ إذا رأى جهةً فيها خيرٌ، ولو كان مكتنفأ بشرورٍ
كثيرةٍ؟ يأمرُ بتحصيل هذا الخير، ويحذّر من الوقوع فيما جاوره من
الشرور، ولا شكَّ انَّ اصلَ طلبِ الوقف على الذرية إرادةُ الخير، وكونه
يخشى وقوعَ الشرّ ممن يتولاّه لا يقتضي أن لا نفعله، فإنَّ اللّه سبحانه أذن
للولي ان يأكلَ بالمعروفِ، فإن تعدّى وخان؟ فإنْ ثبتَ عليه بالبيّنة
فللقاضي ان يعزلَهُ، ويولِّي غيره، وإن لم يثبت كان له توليةُ مشرفٍ معه،
وإن كانت خيانته في خفاءً لا يأكل في بطنه إلا نارَ جهنم وسيصلى سعيراً".
بلغ عدد صفحات رسالة المرهفات اليمانية (31) صفحة من القطع
المتوسط.
23 - إرشاد العبادِ إلى الوقف على الأولاد:
يقع هذا الكتاب في: (176) صفحة من القطع الصغير، وجاء في
مقدمته:
"الحمد دلّه الذي فقّه في دينه من أرادَ به خيراً في الدنيا والاخره،
وأرشدَهم إلى طريق الحق وقول الصدق، وحلاَّهم بالأخلاق الطاهرة
الفاخرة، والصلاة والسلام على رسولنا محمّدٍ رسولِ الهدى، وعلى اَله
وصحبه، ومَنْ امنَ به وبهديه اقتدى.
أمّا بعد: فيقولُ العبدُ الفقيرُ إلى اللّه، الغني به عمّا سواه، محمد ابن
الشيخ بخيت بات حسين المطيعي الحنفي غفر اللّه له ولوالديه. . . ثم قال:
قد رفعت خصومةٌ في حادثةِ وقفٍ، وقفه واقفُه على نفسِه، ثم مِنْ
بعده على ما يحدثُ له من الاولادِ، مع مشاركة عتقائه الموجودين،
وذكرَ أسماءهم، وعلى مَنْ يحدثُ له من العتقاء، فإذا ماتَ الواقفُ
لا عن أولادٍ، او كانوا وانقرضوا، كان الثلثُ من ذلك وقفأ على فلانة،
181