كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
24 - بغية أهل الدراية من ختم كتاب الهداية:
رسالة في (30) صفحة من القطع المتوسط، قال الشيخ في مقدمة هذه
الرسالة بعد حمد اللّه، والصلاة والسلام على خاتم رسل اللّه:
"أما بعدُ: فإنّ أشرفَ ما يتحلَّى به جِيْدُ الإنسان، ويكون اغلى من عقودِ
الجُمان، علئم ينفعه بالعمل في دينه، ليكونَ بعدَ نور الإيمان نوراً على
نور، فيمشي ونورُه يسعى بين يديه ومن خلفِهِ، وعن يمينه وشماله، فلذلك
أردتُ أن أذكرَ نبذةً مختصرةً في هدي التشريع الديني وقت خَتْمِنا لشرح
"الهداية على البداية " التي بها في فقه الحنفية ينال الطالب من الهداية نهايتها،
ومن البدايةِ غايتها، ولينشرحَ صدره للإسلام، وينثلجَ قلبُه بيقينِ الإيمان
والإذعانِ والاستسلام، فقلتُ وباللّه التوفيق والهداية لأقوم طريق. . ".
ثم تحدّثَ عن خَلْقِ الإنسان، وبَيّن انّ اللّه خلق أبا البشر من التراب،
وخلقَ الجانّ الذي هو أبو الجن من مارجٍ من نار، فالمارجُ بالنسبة إلى
الجان كالتراب بالنسبة للإنسان.
ثم تحّدثَ عن الإيمانِ الذي ينجي من الخلود في النار، واشارَ إلى
بعض شبهات الباطل المانعة من كمال التصديق، وخلص إلى أمورٍ أربعةٍ
مهمّةٍ تكفلُ للإنسان قوَّة الإيمان، وهي:
1 - تصديق مقرونٌ بإذعانٍ وانقيادٍ واستسلامٍ بكلِّ ما بلغه عن اللّه
ورسوله الكريم ع!.
2 - بذلُ غاية الجهد في ردِّ الشبهات التي يوجبها في معارضته شياطينُ
الجنّ والأنس.
3 - طاعةُ اللّه تعالى بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، مع الإخلاص
للّه في القول والعمل.
4 - مجاهدةُ النفس، وكبجُ جماحها، وردعها عن الشهواتِ، التي
183