كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
تحولُ بين العبد وبين كمال طاعته. . . وبيَّن بعد ذلك أنَّ الشبهات
والشهوات هما مصدرُ فساد العبد المكلّف وشقائه في معاشه ومعاده،
ودلّلَ على ذلك ببعض اَيات من القرآن الكريم. . .
وفي غضون هذه الرسالة أشار الشيخُ إلى أنَّ الحقَّ لم يَخْلُق الناسَ
عبثأ، فهم إليه راجعون ومحاسبون، وأشار إلى الجنّ، وأن منهم من
أسلم، وأنّهم فريقان: فريق في الجنة، وفريقٌ في السعير.
وتحدّث عن العلم، ووجوب ان تعطي العلمَ كلَّك، حتى يعطيك
بعضَه، وعاب على الذين ينادون بالرابطة الوطنية دون الرابطة الإسلامية،
وعلّق على ما يجري في بلاد المسلمين من فسادٍ أخلافي، وعدم الالتزام
بأحكام اللّه التي عليها مدارُ الخير للأمة في الدنيا والاخرة.
وفي خاتمةُ هذه الرسالة قال:
"ومن أجلِّ ماكُتبَ في علم الفقه على مذهب أبي حنيفة مُمْتزجأ
بالقواعد الأصولية كتاب "الهداية" ألفه برهان الدين علي بن أبي بكر
المَرْغِيْناني (ت: 593 هـ) وجعله شرحأ لمتنٍ موجزٍ له في الفقه اسمه "بداية
المبتدي " وسماه "الهداية شرح بداية البداية ".
وقد صار هذا الكتاب مقبولاً عند العلماء، منتفَعأَ به في عصره وبعده
ببركة زهد مؤلفه الذي كتبه في (13) سنة، وكان صائمأ تلك المدة لا يفطِرُ".
وكان في الصفحة الاخيرة إشارة إلى بعض شيوخ المطيعي الذين قرا
عليهم كتاب "الهداية ".
وقال: "وكان إتمامنا لقراءةِ كتاب "الهداية " في هذ 5 المرة الثالثة يوم
الثلاثاء الموافق (27 شوال سنة 349 اهـ)، ونسأل اللّه التوفيق لمدارسة
العلم والانتفاع بالعمل به، وان يهدينا وإخواننا بمنه إلى دار السلام ".
184