كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
هذا الدين، وانتهى إلى ما قاله في آخر صفحة من الكتاب: "والحقُّ أنَ
الدين الاسلامي بريءٌ من تلك الخلافةِ التي يتعارفها المسلمون، وبريء
من كلِّ ما هيَّؤوا لها من رغبؤ ورهبةٍ، وعر وقوّ؟، والخلافة ليست من
الخططِ الدينية؟ كلا، ولا القضاء، ولا غيرها من وظائف الحكم ومراكز
الدولة، وإنّما تلك كفُها خططٌ سياسية صِرْفة، لا شاًن للدين بها، فهو لم
يعرِفْها ولم ينكِرْها ولا امرَ بها، ولا نهى عنها، وإنّما تركها لنا لنرجعَ فيها
إلى حكم العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة ".
ومن هذا الذي ذكرته يتّضحُ أن الشيخ علي عبد الرازق ينكِرُ أنْ يكون
الإسلامُ عقيدة وشريعة، دِينأ ودولةً، قرآنأ وجهاداً، ويرفضُ ان يكونَ
لهذا الدين وجودٌ في تنظيم شؤون الدولة المختلفة. .
وقد تصدّى الشيخ محمد بخيت لكتاب الشيخ علي للردّ على ما جاء
فيه من افكارٍ تخالِفُ ما اجمعت عليه الأمة، واتفق عليه السلفُ والخلفُ.
وقد قال الشيخ المطيعي في مقدمة رده: "قد ظهر في هذا الزمانِ كتابٌ
اسمه " الإسلام وأصول الحكم " نُسِبَ تأليفُه إلى الشيخ علي عبد الرازق (1)
القاضي بمحكمة المنصورة الشرعية، فاطَّلعنا عليه، فوجدنا انّه لم يذكر
في كتابه هذا رأيأ إيجابيّأ ينسبه لنفسه، ويقيمُ عليه البرهان، بل كلّ ما قاله
في هذا الكتاب قضايا سالبة وإنكار محض لما اجمع عليه المسلمون، أ و
نُصَّ عليه صريحأ في الكتاب العزيز او السنة النبوية.
واستند في إنكاره إلى السفسطة العقلية، والاراء الظنية، والأدلة
(1)
يشكك الشيخ بخيت في نسبة الكتاب إلى الشيخ علي عبد الرازق، وهذ!
كلام دقيق فليس للشيخ عبد الرازق إلا الصياغة، أما الأفكار
فللمستشرقين، والردود على الشيخ علي كثيرة من أهمها "نقض كتاب
الإسلام وأصول الحكم " للسيد محمد الخضر حسين (ن).
186