كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

المصري، فقد كان من أبرزِ الأعضاء الذين قاموا بتدوينه، كما كان أوّلَ
من سجّل بهذا الدستور أنّ الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، وقد اذعن له
جميعُ الأعضاء عن طواعيةٍ وترحيبٍ (1).
صدر هذا الكتاب عام (344 أ هـ)، وطبعته المكتبة السلفية بالقاهرة،
وعدد صفحاته (457) صفحة من القطع الكبير.
26 - رسالة حل الرمز عن معمَّى اللغز:
هذه الرسالة تتناول حلَّ لغز أدبي فكري، وهي قصيدةٌ تبلغ (18)
صفحة من القطع الصغير، وقال الشيخ في مستهلّها بعد حمد اللّه،
والصلاة والسلام على خاتم رسله، واله وسائر اتباعه وحزبه: "فيقول
العبدُ الفقير محمد بخيت المطيعي الأزهري، قد ورد لنا خطابٌ من حضرة
العلامة الفاضل الشيخ عبد الرحيم الأسيوطي من علماء (جرجا) بمديرية
(سوهاج)، نظمَ منثورَ الدراري والدرر في سلك الفصاحةِ والبلاغةِ، حتى
كاد يعجِزُ البشر، ويطلبُ فيه حلَّ اللغز الاَتي، قال المُلْغِز (2):
ألا أيُّها السَّاري على ظَهْرِ أجودِ يجوبُ الفيافي فَدْفَداً بَعْدَ فَدْفَدِ
تحمّلْ رعاكَ اللّهُ مني رسالةً تبلِّغُها اهلَ المدارِسِ في غَدِ
تقولُ لهم: ماخمسة خُلِقُوا معاً وماسبعةٌ في ثوبِ خَزٍّ وعَسْجَدِ
حواجبُهم خمسونَ في وجهِ واحدٍ وأعينُهم سبعونَ في حَلْق هُدْهُدِ
أبوهم له حرفانِ من اسم جَعْفَرٍ وحرفانِ من اسمَيْ عليٍّ وأحمدِ
وقدّم الشيخ شرحأَ لهذه الأبيات نسبه للحلواني، وحلَّ به معنى اللغز
نثراً، ثم قال:
"وامّا حلّنا اللغز نثراً فهو أنّ المراد بالخمسة التي خُلقت معأ العناصر
(1)
(2)
انظر: النهضة الإسلامية في سير أعلامها: 3/ 339.
هو الشيخ محمد السوقي السوداني كما سيأتي في حَلِّ ألفاظ اللغز شعرا (ن).
188

الصفحة 188