كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

نونانِ نونانِ لم يكتُبْهما قَلَمٌ في كلِّ نونٍ من النونينِ عَيْنَانِ
عينانِ عينانِ لم يكتبْهماقلمٌ في كلِّ عينٍ من العينينِ نونانِ
وقد عبّر الملغِزُ هنا عن النون بعددها وهو خمسون.
والمرادُ بأعينها التي هي سبعون في حلق هدهد الأنهر من الأسبوع،
فإنها مبصرةٌ، فإنه تعالى قال: " وَجَعَقنَا ءَايَةَ آلخَّهَارِ مُتصرًةَ " أ الإسراء:
12)، فسمّى الأنهرَ لكونها مبصرةً عينأ، وعبّر عن العين بعددها، وهو
سبعون، وارادَ بكونها في حلق هدهد أنّ العين من حروف الحلق،
وخصص الهدهد للتعمية.
والمرادُ بأبيهم الذي له حرفان إلى اَخر البيت هو قمر، فإنّ عدد حروفه
ثلاثمعة وأربعون، وحرفان من جعفر، وهما الراء والعين، وعددهما
مئتان وسبعون، وحرفان من علي وأحمد، وهما اللام من علي والميم من
احمد، وعددهُما سبعون، فتكونُ جملةُ عدد الحروف الأربعة ثلاثمعة
وأربعون، وهو عدد حروف (قمر) بالجمّل.
هانّما كان القمرُ ابأ لأيام الأسبوع؟ لائه باجتماعه مع الشمس اثني عشر
مرةً في الدورة السنوية تتكوّن الأشهرُ والسنةُ القمريتان، وأيامُ الأسبوع
بعضٌ منها، كما أنّ العناصر والعنصريات في جوف فلك القمر.
وللفلك عقلٌ يسمّى عندهم بالعقل الفيّاض، ولكل من فلك القمر
وعقلِه الفيّاض دخلٌ في تكوين العناصر والعنصريات عندهم، فيكونُ القمرُ
أيضأ بهذا الاعتبار أبأ للخمسة، التي خُلِقَتْ معأ على رأي قدماء الفلاسفة ".
ولم يكتفِ بحل اللغز نثراً، هانّما حلّه نظمأكما يلي:
يا سائلاً حلَّ لُغْزٍ صاغَه بَطل مِنْ غَرْبِ سودانَ صَوْغَ الحاذِقِ الفَهِمِ
مُحَمَّد اسمُه السوقيُّ نسبتُه مِنْ نسلِ أحمدَ نَسْلِ الجودِ والكَرَمِ
أقْبِلْ جُزيْتَ من الرحمنِ مَكْرُمَةً حلأً جميلاً بديعَ الشَّكْلِ والحِكَمِ
فللَعناصرِ أحكام إذا مُزِجَتْ فاقْبِضْ على خمسةٍ مِنْ لُغْزِكَ الفَخِمِ
190

الصفحة 190