كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
المبحث الثامن
الفتاوى
صدرت عن الشيخ آلاف الفتاوى قبل ان يُعْهَدْ إليه بمنصب الإفتاء،
وبعد أن ترك هذا المنصب، وكثير منها كان موجهأ إلى بعض البلاد
الإسلامية، لأنّه تلقى منها رسائلَ تستفتيه فيما يواجه الناس من
مشكلات، فشهرةُ الرجل العلمية تجاوزت مصر إلى العالم الإسلامي،
وكان يراجِعُ في كلِّ فتوى عِدّة كُتُحب، قد تبلغُ أحيانأ عشرين مرجعأ، ثم
يصوغُ الفتوى في عبارةٍ موجز؟ مركزةٍ.
وفي بعض الفتاوى كان يوردُ النصوص من المصادر، ثم يرجِّجُ
بينها، وينتهي إلى رأي في الموضوع.
وقد جنح في العقد الأخير من عمره إلى التطويل في الفتوى، بحيثُ
اصبحت أشبه ما تكون بالبحوث العلمية.
وكان الشيخ في فتاويه يعالِجُ القضايا المعاصرة، كالتأمين،
والشيوعية، ونظرية داروين، والتكافل الاجتماعي، وتشريح جثث
الموتى، والرق، وفتوى الرق هي اخرُ فتوى صدرت عن الشيخ.
وهذه الفتاوى بعضُها مسجّل في دار الإفتاء وموسوعة الفتاوى التي
اصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ولكنّ كثيراً منها لم
يُجْمَع، وما كان الشيخ فيما يبعثُ به من فتاوى إلى بعض الأقطار الإسلامية
يحتفِظُ بنسخؤ ممّا بعث به، وهذا يشيرُ إلى ضياع كثيرٍ من فتاواه.
ب ح! صي
195