كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
تنظّم الدراسَةَ فيه، كما تنظم الامتحانات والإجازات العلمية، حتى تولّى
الشيخ محمد المهدي العباسي (1) مشيخةَ الأزهر، وكان عالمأ ذكيّأ مستنيراَ،
هاله أنَّ بعض الناس يدّعون العلم وهم جهّال، وانَّ بعضَهم يتظاهَرُ بطلب
العلم فرارأ من خدمة الجيش، وأنَّ في طلاب الأزهر أشخاصأ تزيدُ
اعمارهم على الستين عامأ، ومن ثَمَّ استصدر أوَّل قانوفي في إصلاح
الأزهر من الخديوي إسماعيل سنة (287 أ هـ- 1872 م) يقضي بما يلي:
1 - أن يكون نيلُ العالميّة بامتحان أمامَ لجنؤ من العلماء يختارُهم شيخُ
الأزهر.
2 - أن ينقسم العلماءُ إلى ثلاثِ درجات: أولى، وثانية، وثالثة.
3 - أن يصدرَ بذلك قرارٌ عال.
4 - ان يمتازَ أصحابُ الدرجة الأولى بكسوةِ تشريفب ينعِمُ بها عليهم
الجنابُ العالي.
5 - أنَّ العلومَ التي يُمْتَحَنُ فيها الطلبةُ هي: الفقه، الأصول، التوحيد،
الحديث، التفسير، النحو، الصرف، المعاني، البيان، البديع، المنطق.
__________
(1) ولد الشيخ محمد بن محمد أمين بن محمد المهدي العباسي الكبير بالإسكندرية
سنة (243 أ هـ- 1827 م)، وتعلّم بالقاهرة، وكان أوّل من تولى مشيخة
الأزهر من الحنفية سنة (287 أهـ)، ولما رفض التوقيع على عزل
الخديوي توفيق في ثورة عرابي عُزِلَ عن المشيخة، وكافأه هذا الخديوي
بعد ذلك بإعادته شيخأ للأزهر، وقد استقال من المشيخة سنة (4 30 أ هـ)
لأنّ الخديوي عاتبه حين عرف أنّه يجتمع في بيته مع بعض الساسة والتجار
الذين يأخذون على الحكومة انقيادها للإنكليز، اشتهر الشيخ بالإفتاء،
وأهمُّ مؤلفاته "الفتاوى المهدية " في سبعة أجزاء، توفي سنة (315 أ هـ=
1897 م). الإعلام، للزركلي.
"2