كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
وقد أراد الشيخ المهدي بهذا القانون ان يبعدَ عن الأزهر العناصرَ التي
لا تمتازُ بالعلم والكفاءة.
وكان هذا القانون حدثأ جديداً بالنسبة للأزهر، وقد ألّفت لجنةٌ من
ستة اعضاء، وعيَّنتِ المواد التي يجبُ الامتحان فيها، وكانت الامتحاناتُ
شفويةً، واهمها طريقة التعيين التي اشتهر بها الأزهر، وهي تحديدُ نقطةٍ
في موضوع ليعدَّ الطالبُ عنها كلَّ ما يتّصل بها، ويؤدِّي الامتحانَ امام
لجنةٍ من الشيوخ، وظهر الامتحانُ التحريري بعدَ ذلك، وهو ما يزالُ
معمولاً به حتى الاَن (1).
خامساً: الشيخ محمد بخيت طالباً في الأزهر:
أومأتُ في مستهلّ هذا الفصل إلى أنّ الشيخ المطيعي التحق طالبأ
بالأزهر سنة (282 1هـ)، وقد اقبل على دراسة المذهب الحنفي فقهأ
وأصولاً؟ لأنّه وسيلتُه للعمل في القضاء، كما كان يتمنّى، ولم يقنع
بدراسة هذا المذهب، وإنّما ألمّ بسواه من المذاهب، واضاف إلى هذا
دراسةَ علوم التفسير، والحديث، والتوحيد، والنحو، والصرف،
والبلاغة، والمنطق، فضلاً عن دراسة العلوم الادبية، كما أخذ بحظٍّ وافرٍ
من سائر العلوم والفنون.
لقد تتلمذ على أيدي كبار علماء الأزهر الأفذاذ؟ أمثال المشايخ:
__________
(1) صدرت بعد هذا القانون عِدّةُ قوانين، آخرها القانون رقم (03 1) لسنة
(961 أم)، وأهمُّ ما جاء في هذا القانون: أنْ أصبج الجامع الازهر
جامعةً، وأنشِئت فيه كليات مناظِر! للكليات في الجامعات الاخرى،
وجمعت مناهج المعاهد بين العلوم التقليدية والعلوم التي تدرس في
وزارة التربية والتعليم، كما جُمعت مناهج كليات الشريعة بين الفقه
والقانون. انظر: الازهر تاريخه وتطوره، ص 265.
21