كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
والشيخ حسن الطويل (1).
وظلَّ الطالبُ محمد بخيت يتلقّى العلومَ الشرعيّة والاتها من العلوم
العربية وغيرها نحو عقْدٍ من السنين، وكان في هذه السنوات لا يضيّعُ وقتأ
او يدّخر جهداً في مراجعةِ ومذاكرةِ ما يأخذه عن شيوخه، أو يطّلع عليه في
المؤلفات والدراسات، وممَّا يروى عنه انّه كان لا ينامُ في الاشبوع إلا
يومي الخميس والجمعة، فهو يقرأ أو يذاكر ليلاً ونهاراً غالبأ.
ولمَّا آنس من نفسه بعد عشر سنوات قضاها في الطلب القدرةَ على
التقدّم لامتحان شهادة العالمية، وفقة لأوَّل! قانونٍ صدرَ لإصلاح الأزهر"
سعى لهذا الامتحان، وقد شكّلت لجنةٌ لاختباره شفويّأ، فبهر هذه اللجنةَ
بما حصله من العلوم، وبما تمتع به من أفقٍ رَحْبٍ، واطلاع واسع،
وذاكرةٍ حافظةٍ، وفهمٍ دقيقٍ، ومهارةٍ في الحوار العلمي، فقرَّرت اللجنةُ
بالإجماع منحه شهادة العالمية من الدرجة الاولى، وكان ذلك في أواخر
سنة (292 أ هـ)، وقد أُنعم عليه بكسوة التشريف من الدرجة الثالثة مكافأةً
له على نبوغه وتمكنه من العلوم التي درسها.
(1)
ولم يكن هذا النجاحُ المتميّز يعني لديه انتهاءَ مرحلة الطلب في
كان الشيخ حسن الطويل أحدَ من تفرّد في مصر بالبراعة في المعقول
والمنقول، كان مالكيئَ المذهب، ولد في (منية شهالة) بالمنوفية سنة
(0 25 ا هـ= 1834 م)، وتعلّم بطنطا، ثم بالأزهر، وكان كثير إلاشتغال
بأحوال المسلمين، دائم الهموم لما أصابهم من التأخر، كما كان كثيرَ
الإنكار على المبتدعة، ووصفه العلامة أحمد تيمور بالزهد الصحيح،
والورع، وعلو النفس، والتأدب بأداب الشرع، توفي سنة (317 ا هـ-
1899 م). وانظر: اعلام الفكر الإسلامي، ص 93؟ والأعلام،
للزركلي.
23