كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
المركز العام للشبان المسلمين بالقاهرة كان الاحتفالُ بهذا التأبين، وقد
حضره رئيس اللجنة، وجمهور عظيم من العلماء والكبراء، وفي مقدمتهم
الإمام الاكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، ومحمود صدقي باشا،
والمشايخ إبراهيم حمروش، ومحمد الفحام، وعبد المجيد اللبان،
ومحمد مأمون الشناوي، وغيرهم، وقد بلغ عدد الحاضرين اكثر من
ألفي شخص.
وافتتحت الحفلة في تمام الساعة الخامسة مساءً بتلاوة ما تيسّر من
القراَن الكريم، ثم ألقى الأمير عمر طوسون كلمةَ الافتتاح؟ جاء فيها:
"حضرات أصحاب الفضيلة، حضرات السادة.
بسم اللّه الرحمن الرحيم، أفتتحُ هذه الحفلة، شاكراً لجنة تأبين هذا
الفقيد العظيم توجيهها إليّ الرغبة في حضورها ورئاستها، فقد مكنتني
بذلك من أداءِ بعض الواجب عليَّ لهذا الصديق الحميم، الذي كان له في
نفسي أجلُّ مكانة، ولكن الذي يؤلمني في هذا الموقف شعوري بأنني
لا استطيعُ إيفاءه حقه من الرثاء والتأبين، فأترك هذا للجهابذة المفوّهين
من الخطباء والشعراء، وأشكرهم سلفأ أجزل الشكر.
وكلمتي الصغيرة في تمجيد ذكراه العطرة هي أنّه عاش طول عمره،
فتًى وشابّأوكهلاً وشيخأ، لم تفتر له همة في تحصيل العلم وتعليمه، ولم
تضعفْ له قوةٌ في تدوينه وتلقيه، فقد انفق كلَّ سني حياته الطويلة المباركة
بكرم ليس بعده كرم، وسخاءً ليس كمثله سخاءٌ، في خدمة العلم
والدين، والقضاء والإفتاء، والتأليف والتدريس، وكان في كلِّ هذه
النواحي الكثيرة إمامأ كبيراً، وعلمأ شهيراً، وسراجأ منيراً، فهو بحق بقيةُ
السلف الصالح، وشيخ الشيوخ، وحجة الإسلام، ومفتي الأنام، فلينعم
بفضل اللّه ورضوانه في الملأ الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء
31