كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
للّهِ أزهرُنا صارَ اليَبَابُ به
قضى الإمامُ الذي كنّا نشاهِدُه
للّهِ أعمدةٌ مالتْ بازهرِنا
لما نعى خيرَ من تعنو له الأُمَمُ
بمشهدِ السِّبْطِ للتدريسِ يَنْتَظِمُ
وقتَ الصلاةِ عليه فانطوَى العَلَمُ
ومنها:
قضى بخيمق إمامُ العَصْرِ قاطبةً والعلمُ والفضلُ والقِرْطاسُ والقَلَمُ
أنا "البرنسُ" أقولُ اليومَ مَرْثيتي فيه وأَجْرِي منها العَهْدُ والذِّمَمُ
سحّت عليه الغوادي ما ارتجلتُ له اليومَ أزهرُنا عمَّت به الطلَمُ
وقال شاعر السودان الاستاذ عبد اللّه عبد الرحمن قصيدة عامرة نشرها
بالرسالة غِبَّ وفاة الشيخ " منها:
وأودى المطيعيُّ حُجةُ اللّه في الورى فغابَ به كَنْزٌ مِنَ العِلْمِ قيّمُ
مضى يملأ الدُّنيا عُلوماً وحِكْمة فويلي على رُكْنِ الهُدَى يتهدَّمُ
إنَّ الشيخ لشهرته العلمية التي تجاوزت مصر إلى العالم الإسلامي كلّه
كان مئات الألوف من العلماء والطلاب في جميع بلاد المسلمين يرون فيه
المثل الأعلى للاطلاع الواسع والإفادة والفتيا، فلا غَرْوَ أن بكا 5 هذا العالم
بأسر 5.
لقد أشاد به العلماء والباحثون والشعراء في شتى البلاد الاسلامية،
ومن هؤلاء: المجاهد الجزائري الشيخ عبد الحميد بن باديس (1) الذي عنه
(1)
ولد عبد الحميد بن باديس في قسنطينة سنة (305 أهـ)، وأتمَّ دراسته في
الزيتونة بتونس، وأصدر مجلة (الشهاب) لأدينيةً علميةً أدبيةً، صدر منها
في حياته (15) مجلداً، وكان شديد الحملات على الاستعمار، ومما
يذكر عن علاقته بالشيخ محمد بخيت أنّه عندما حجَّ في سنة (913 أم)،
وفي طريق عودته كتب له شيخُه حمدان لُونيسي مدرّس الحديث بالمسجد
النبوي، وقد هاجر من الجزائر إلى المدينة من قبلُ، كتب خطابأ للشيخ=
35