كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
له، أو تحدّثوا عنه، وما جاء في بعض مؤلفاته ودراساته؟ تحديدُ ملامحِ
شخصيته فيما يأتي:
أولاً: التقوى والصلابة في الحق، وعِفّة اليد.
ثانياً: مشاركاته الإيجابية في التصدّي لمشكلات عصره.
ثالثاً: مشاركاته السياسية.
رابعاً: التواضع والكرم، وحُبّ الدُّعابة.
اولإً: التقوى والصلابة في الحق وعفة اليد:
إنّ نشأة الشيخ الدينية، وثقافته الأزهرية، وما صدر عنه في بعض
كتبه ومحاضراته او مواقفه يؤكِّدُ انّه كان تقيّأ ورعأ، يخشى اللّه في تصرفاته
كلها، ويستشعِرُ رقابته في أقواله وأفعاله كلها، ولهذا كان يجهرُ بكلمة
الحق دون ان يعبأ بذي سلطان، أو مسؤول كبير، وما عُرِفَ عنه انّه داهنَ
أحداً، أو جاملَ في أحكامه القضائية، مهما تكن منزلة المدّعِي أ و
المدّعى عليه، او عِلاقته بهما، وقد أدّى به تشدُّده في أقضيته إلى الفصل
من وظيفته، فما عبى بهذا، ولا سعى للعودة إلى عمله بوسيلةٍ تخدش
كرامته، او تنالُ من عقيدته.
والانسانُ الذي يعمرُ الإيمانُ قلبه، لا يعرفُ التفريطَ في عمره، فهو
يخلصُ في كلِّ ما يُعْهَدُ إليه به، ويؤمِنُ "بأنَّ اللّه يحبُّ مِن عَبْدِه إذا عَمِلَ
عملاً أن يتقنَهُ"، "لأنّ الحق سبحانه يحبُّ معاليَ الأمور، ويكرَهُ
سَفْسَافها".
وهكذا كانت حياةُ الشيخ المطيعي سلسلةَ جهادٍ متواصلىِ، وعمل
مستمرٍّ يثيرُ الإعجاب، ويحيِّرُ الألباب، فالرجلُ كان يقدِّرُ قيمة الوقت،
ويحرصُ الاّ ينفقه إلا فيما يجدي، فلا غَرْوَ انْ كان يبذُل قصارى جهده فيٍ
البحث والتنقيب والمراجعة، ولذا كان الجِدُّ والإخلاصُ في العمل سمة
39