كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

ثانيآ: مشاركاته الإيجابية في التصدّي لمشكلات عصره:
تدلُّ مؤلفاتُ الشيخ وأبحائه ومقالاته ومحاضراته، وما قضى به وأفتى
على أنّه عاش مشكلاتِ عصره، وواقع بيئته، وأنّه لم يدّخر وسعأ من
اجل تقديم الحلول الشرعية لهذه المشكلات، وهو مِنْ ثَمَّ يؤكد بما قدم
مسؤولية العلماء نحو الأمة، وهي مسؤوليةٌ جسيمة؟ لأنها تتعلّقُ ببيانِ
احكام اللّه في افعال عباده، والتصدّي للأباطيل التي تحاوِل التشكيك في
صلاحية هذه الأحكام لكلِّ زمانٍ ومكانٍ.
ولا مجال لتفصيل القول في آراء الشيخ التي عالج بها اهمَّ النوازل
والمستجدّات التي عرفها المجتمع الإسلامي في أواخر القرن الثالث عشر
الهجري، ومنتصف القرن الرابع عشر، والتي عبّرت عن شخصيته
الاجتماعية تعبيراً واضحأ، وأنه لم يعشْ بأفكاره وفقهه في برج عاجي،
وإنّما كان على معرفة بكلِّ ما تموجُ به الحياةُ الإنسانية في زمنه من قضايا
وافكار وعادات معرفةً علميةَّ مَكنته من ان يكونَ في بحئه الفقهي وثيقَ
الصلة بعصره، وتقديم العلاج الملائم الذي يكفُلُ سيادةَ التشريع في دنيا
الناس.
وإذا كان المجال لا يسمح بتفصيل القول في هذا الجانب من شخصية
الشيخ المطيعي، فإنَّ ما لا يُدْرَكُ كلّه لا يترك جله، ولهذا أجتزئ بعض
القضايا التي تشهدُ له بأنه كان في جهاده العلمي يعيشُ الواقعَ، ويهتم به،
ويكتب عنه، وهذه القضايا تشمل ما يلي:
1 - التكافل الاجتماعي.
2 - رايه في الشيوعية.
3 - محاربة التبشير.
4 - محاربة البغاء الرسمي.
43

الصفحة 43