كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

وبعد أنْ افاضَ الشيخ في تقرير هذه الحقائق بأدلّةٍ حاسمةٍ يقرؤها
المسلمون في كتابهم، ويرَون تطبيقها في وقائع العصر النبوي المجيد،
وسِيرِ الصحابة ومَنْ تبعهم بماحسان: قرّر أنَّ البلشفية تهدِمُ الشرائع
السماوية، وتجعلُ الناسَ فوضى في معاملاتهم، فهم يهدفون إلى هدم
الكيان الاجتماعي، ويحرّضون الطبقات الفقيرة لتثير حربأ عوانأ على كلِّ
نظام اجتماعي يستنِدُ إلى قواعد الفضيلة والاداب. . وإذا كان هؤلاء
لا يعتقدون في شريعةٍ من الشرائع الإلهية، ولا يعتقدون دينأ سماويّأ؟
0 0 0 (1)
! هم كالمحرود
وحين صدرت هذه الفتوى الصريحة، قال بعضُ المتهكمين:
ما للشيخ بخيت والحكم على المذاهب الأوروبية؟! ولماذا لا يحصر نفسَه
في نطاق الإسلام؟! كما صاحوا بالرجل حين هاجمَ الأسطورة
الدّاروينية (2)، وعدّوه يتكلّم فيما لا يعرف! ومن هؤلاء مَنْ قال: إنَّ الشيخ
يريدُ بمثل هذه الفتاوى ان يكون له شأنٌ في السياسة متشبّهأ بمحمد عبده
وجمال الدين الأفغاني! وكلُّ هذه الأقوال التي هاجمت الشيخَ، والتي
حاولت أن تطعنَ في صدق مواقفه واَرائه، لا تنهضُ على أدلةٍ علميةٍ،
فهي تريدُ فحسب انْ تنالَ من المواقف الإسلامية الجادّة التي تقاوم
الخضوعَ للغزو الفكري، الذي أخذ يسعى في ظلِّ الاحتلال لمصر للتبشير
بين المسلمين في شتّى المجالاتِ الدينية والاجتماعية والثقافية
والاقتصادية.
(1)
(2)
انظر: النهضة الإسلامية في سير اعلامها: 336/ 3؟ ومجلة منبر
الإسلام، عدد (ربيع الأول سنة 424 ام)، ص 95.
قرر فريق من علماء الطبيعة في أمريكا اليوم بأدلة قاطعة أن نظرية داروين
لا تقوم على أساس علمي (ن).
47

الصفحة 47