كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

إنَّ الشيخ كان يقدرُ مسؤوليته نحو دينه وامته (1)، ومن ثَمَّ كان عليه أ ن
يدلي برايه وفتواه في كلِّ ما يوجَّه إليه من اسئلؤ، وقد اجابَ في موضوع
الشيوعية بالرأي الصحيج الذي اكدت الأحداثُ بعد ذلك صوابه، فقد
انهارت الشيوعية لأنها فضلأ عن محاربتها للدين، تحاربُ الفطرةَ
الإنسانية، وتلغي الحوافز الطبيعية، ولهذا لم تصمد الشيوعيةُ إلاّ في ظل
سياسة البطش والقهر، فلفَا ضعفت القبضةُ الحديديةُ على الشعوب التي
فُرِضَ عليها النظام الشيوعي تمرّدت على هذا النظام، واستردّت حياةَ
الحرية واحترامَ الحقوق الفردية.
3 - محاربة التبشير:
اما التبشير بالمسيحية بين المسلمين فله جذورٌ قديمةٌ ترجعُ إلى ما بعد
هزيمة الجيوش الصليبية، وطردهم من بلاد المسلمين، ولكن بعد أنْ
خضعالعالم الإسلامي كفه تقريبأ للنفوذ الاستعماري؟ باحتلال أرضه،
وفرض القوانين والتقاليد الغربية عليه، أخذَ التبشيرُ يخطط لزعزعة ثقة
المسلمين بدينهم، والتبشير بالنصرانية بينهم، وتعاونَ الاستشراقُ مع
التبشير في سبيل ذلك.
وقد لجأ التبشيرُ إلى وسائل متعددة، واصبح يمثِّل خطرأ على عقيدة
الأمة، وتداعت أقلامُ الغيورين على الإسلام والمسلمين تحذِّرُ من مغبة
ما يقومُ به التبشير، وكان في مقدّمةِ هؤلاء هيئة كبار العلماء في الأزهر
الشريف، فقد أصدرت بيانأ إلى الأمة الإسلامية كشف عن حقائق غريبة
لنشاط المبشرين ووسائلهم الإجرامية كالتعذيب بالضرب لصرف الشباب
المسلم عن دينه.
(1) انظر: المصدر السابق نفسه.
48

الصفحة 48