كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

ولم تكتفِ الهيئةُ بما أصدرته من بيان منشور (1)، وإنّما اجتمعت في
يوم الإثنين (24 ربيع الأول سنة 352 أهـ- 17 يوليو سنة 933 أم) لتنظيم
العمل لحماية المسلمين من خطر التبشير، وكان من قرارات هذا الاجتماع
تأليفُ عِدّةِ لجانٍ برئاسة شيخ الأزهر الشيخ محمد الأحمدي الظواهري
للعمل على مقاومة التبشير، والتصدي بصورةٍ عملية لما يقوم به من
ممارساتٍ غير إنسانية، لحمل الفقراء والمرضى على ترك إسلامهم،
واعتناق النصرانية.
وقد تبرّع شيخُ الأزهر وعدد من العلماء بمبالغ مالية لبناء مستشفيات
يشرِفُ عليها أطباء مسلمون، وكذلك إنشاء مدارس تربي النشأَ تربيةً
إسلاميةً بدلاً من المدارس الأجنبية التي تب! سمومَها التبشيرية بين أبناء
المسلمين الذين يدرسون فيها.
ونشرت هيئة كبار العلماء نداءً إلى الأمة الإسلامية عقب هذا الاجتماع
قالت في مستهله (2):
"أيُّها المسلمون! لقد جاءكم نبأُ تلك الأموال المرصدة، والجموع
الحاشدة، والمكايد المدبرة، والوسائل الماكرة، التي يتخذُها اولئك
المتسمَّوْن باسم المبشرين، محاولةً لإفساد أمر الإسلام ونكثِ حبله.
ولقد تجلّى لكم من ذلك ما عزَّت معه المجاملةُ، وقَبُعَ بعدَه التواكلُ
والإِهمالُ، فأنفتم أن يسعى بينكم أولئك المُغَرِّرُون المُضِلون، ونهضتم
نهضة المؤمنِ الأبيِّ، وغضبتُم غضبة ذي اليقين الحيّ. . وكان علماؤكم
منكم حيث يملي عليهم دينُهم ويضعهم واجبُهم، وهاهم أولاءِ قد ألّف
كبارُهم جماعةً للعمل المنظم، ووضعوا خطةً للسعي المحكم، ورتّبتْ
(1)
(2)
انظر: مجلة نور الإسلام، المجلد الرابع، ص 4 0 2.
المصدر السابق، ص 279.
49

الصفحة 49