كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

تلك الجماعةُ نظامَها، وبدات جِهادَها مستعينةً بالعون الإلهي، مهتديةً
بالهدي النبوي، واثقة من غيرتكم الإسلامية، قوية الأمل في أريحيتكم
الدينية، ما إن تشك لحظة في انكم باذلون في سبيل اللّه مالكم، متطوّعون
بكلِّ مقدوركم، ملبُّون داعي ربكم: " وَمَا تُنفِقُوا مِن شَئءٍ فِ سَبِيلِ أدلَّهِ يُوَفَّ
إِ لَييهُتم وَأَشو لَا ئُطلَمُوتَ " ا الأنفال: 0 6،".
إنّ هذا النداء كان دعوةً من العلماء لحثّ الأمة على بذل الأموال في
سخاء للتصدي لهذه الفئة الضالة، فلن يجديَ في دفع ضررها الجهادُ
بالكلام فحسبُ، وإنّما ينبغي أن يكونَ مع هذا الجهاد الذي يبصِّرُ الأمةَ بما
يمكرُ به هؤلاء المفسدون، جهاد بالإنفاق، وبذ 4 للأموال، وجاء في
ختام ذلك النداء:
"إنّ علماءكم لا يعرفون بكم حاجة إلى حَثٍّ على إنفاقٍ أو استثارةٍ إلى
بذلي، وإنَما هي الذكرى فحسبُ: " فَإِنَ اَلذِّكرىَ لَنغُ اَلمحؤمِب" أ الذاريات:
5 5،، " ألَّذِينَ يُنفِقُونَ أَفوَلَهُغ فِى سَبِيلِ أللَّهِ ثُمَّ لَا يُتبِعُونَ مَاَ أَنفَقُوأ مَنًا وَلَا أَذى لَّهُغ
أَتجرُهُتم عِندَرَبِّهِمْ وَلَاخَؤدث عَلَتهِؤ وَلَا هُئم يَخزَدؤُتَ" أ البقرة: 62 2،".
ولم يكن الشيخ محمد بخيت في غفلةٍ عن هذه الهجمة الباغية، فقد
نبّه إلى ذلك الخطر، وحذّر من مغبة التغاضي عن مقاومته، وممّا كتبه في
هذا ما نشر (1) تحت عنوان " التبشير، وكيف نقاومه ونأمنُ غوائِلَه؟ " استهلّه
بذكر الحديث الذي رواه الإمام مسلم (55) عن النبي ع! ي! قال:"الدِّيقُ
النصيحةُ" قلنا: لمن؟ قال: " دئهِ، ولكتابهِ، ولرسوليِ، ولأئمةِ المسلمينَ
وعامّتهم" ثم قال: "فيجبُ على كلِّ مسلم بمقتضى هذا الحديث ان ينصجَ
الناسَ أفراداً وجماعاتٍ، حكومةً وشعبأ، علماءَ وغيرَ علماء، وبيّن ا ن
(1)
انظر: مجلة الإسلام، السنة الثانية، عدد (4 1 ربغ الثاني سنة 352 ا هـ)،
ص 19 - 22.
50

الصفحة 50