كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
واجبَ العلماءِ في باب النصح والإرشاد اكدُ من غيرهم، وأشدُّ من
سواهم، بحكم انّهم ورثةُ الأنبياء، وحملةُ الشريعة، وحفظة الدين،
ومن ثَمَّ كان عليهم تعليمُ الجاهِلِ، وهدايةُ الضالِّ، وتنبيهُ الحاكم،
ومحاربةُ البِدَع والرذائل، وإحياءُ السنن والفضائل، والذبُّ عن دينهم
بكلِّ وسيلةٍ مشروعةٍ، وبما اُوتوا من قوَّة الحجة والبيان، لا سيّما إذا
تطاولَ عليه سفيه جاهل، أو تجنّى عليه مغرورٌ فاجر، او طعن عليه مبشِّرٌ
مأجوو، لا يتورّع عن استخدام الإجرام في دعايته التبشيرية " 0
وخلص من هذا إلى بيان الأسبابِ التي أدّت إلى تنصير أبناء المسلمين،
وتخطفهم من بين ايدينا، إلى حيث معاهدُ التبشير ومدارسُ التنصير،
وقد حصر هذه الأسباب في أمورٍ اربعةٍ؟ هي:
" 1 - إدخال أولياء أمور الطلبة من الأغنياء المفتونين بأوروبة والثقافة
الغربية أولادهم المدارس الأجنبية؟ فهذه المدارسُ لا تهتمُّ بالثقافة
الإسلامية، ومن ثَمَّ تجرِّدُ طلابَها من الغيرة الدينية، ويصبحُ ولاؤهم
للدول التي أنشأتْ هذه المدارسَ أكثر مِنْ ولائهم لوطنهم وقوميتهم،
وبذلك تستحيلُ عواطفُهم وافكارُهم وعاداتهم إلى عواطفَ غربية، وافكارٍ
أ وروبية، وميولٍ وعادات إباحية.
2 - قلّةُ الملاجى والمستشفيات والمستوصفات لدى المسلمين، مع
وفرتها وكثرتها لدى المبشرين. . والحاجةُ الملحَّةُ هي التي تدفعُ بالفقراء
والضعفاء واليتامى إلى ملاجى ومستشفيات التبشير، وفيها يقومُ التبشير
بمهمته في جذب الفقراء ونحوهم إلى التنصير، بما يبذله من مالٍ ورعايةٍ
صحيّةٍ0
3 - عدمُ الرقابةِ الكافية من الحكومة على ما يدرَّسُ ويعلَّمُ بين جدران
تلك المدارس التبشيرية، وبخاصة المؤلفات والكتب التي تشتمل على
كثير من الشك والتشكيك في عقائد المسلمين، والحطِّ الجارح من قدر
51