كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
4 - محاربة البغاء الرسمي:
البغاءُ الرسميُّ هو عبار! عن الزنى العلني المرخَّص به من الهيئة
التنفيذية، وهو محرّلم في جميع الأديان، ومستقبَجٌ عند كافّة العقلاء،
وهو منكر من اكبر المنكرات إثمأ، وأخطرها أثراً، وأعظمها مفسدةً،
وأشدَها ضرراً بالصحة والاداب، والأخلادتى والأموال والمجتمعات.
هذا البغاءُ أبيحَ في مصر في ظل الاحتلال الإنكليزي، فجنود هذا
الاحتلال كانوا يغتصبون النساءَ عنوةً، ممّا كان يثيرُ حمية المواطنين،
فيقتلون من الجنود ما يمكن قتلُه، وكان ردُّ الاحتلال على هذا مضاعفة
الاعتداء والإساءة، فراى بعضهم إباحةَ البغاء الرسمي، لعلّه يحدُّ من
اغتصاب الحرائر، وانتهاكِ الأعراض، ولكنّ سلوكَ جنود الاحتلال ليس
مبؤَراً لإباحة البغاء.
وقد نجمتْ عن إباحة هذا البغاء مشكلات شتى: صحية، واجتماعية،
وأخلاقية، فضلاً عن أنّه محرّمٌ شرعأ، ولذلك كثرت الأصواتُ التي
تنادي بإلغاء هذا البغاء، وتحت ضغط الراي العام الذي ينادي بالإلغاء
شُكّلت لجنة لبحث هذا الموضوع، ورأسها الدكتور محمد شاهين
باشا (1)، وقد كتب إلى الشيخ المطيعي رسالةً ضمنها خمسة اسئلةٍ،
وطلبَ منه الإجابةَ عنها؟ وهي:
1 - هل ترون إلغاء البغاء الرسمي، أو إبقاءه؟ وما هي الأسبابُ التي
تبنون عليها رأيكم؟.
2 - في حالة الإلغاء؟ ما هي الطرقُ التي تشيرون بها لمعاملةِ البغايا
المرخّص لهنَّ الاَن؟.
(1) كان وكيلأ للداخلية للشؤون الصحية.
55