كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

مباءةٌ لتوزيع المخدّرات والمكيفات السامة، وترويجِ الاتجار بالرقيق
الأبيض من الفتيات القاصرات، كما أنَّها مكامِنُ اللصوص والمجرمين،
يختبئون فيها بعد ارتكابهم جرائمَ السرقات والاختلاسات، وخيانة
الأمانات، حيث يبدّدون ما سرقوه من الأموال في هذه الأماكن الموبوءة
باستباحة كرامات الناس، واعراضهم، ونشر الأمراض القاتلة بينهم ".
وتناول الشيخ بعد ذلك الإجابة عن تلك الأسئلة، وقد وردت في
غضون بحثه المستفيض، فقال في إجابة السؤال الأول: "إنّ الواجبَ
شرعأ وطبعأ وعقلاً هو إلغاءُ البغاء الرسمي فوراً، ودفعة واحدة،
ولايجوزُ بقاؤه بحالٍ من الأحوال، للأسباب التي أوضحناها في
المقدّمة، وهي المضارُّ الصحية والأخلاقية والدينية والمالية والاجتماعية
التي بسطناها بإسهابٍ وتفصيل".
أما السؤال الثاني فتتلخّص إجابته في انَّ "مَنْ كان لها من البغايا أهلٌ
فإنّهم ينفقون عليها بعد إقناعهم بأنَّها تابت، ومن تابَ تابَ اللّه عليه، فإن
ابَوْا، فعلى الدولةِ مساعدتهنَّ على الحياة الشريفة، بالانفاق عليهن، أ و
بالعمل في المهن الشريفة التي تحسنُها كلّ منهنَّ.
أمّا من كانت غنية، فتؤمر بالكفِّ عن البغاء، وتعيشُ عيشةَ الحرائر
البعيداتِ عن هذه المهنة الدنيئة الحقيرة ".
وجاءت إجابة السؤال الثالث في نحو اربع صفحات، ورد في مستهلها
"انّ البغاء السريَّ قديئم، ولا يمكن محوُه، وإنَّما يمكن تقليلُه، وتضييقُ
دائرته. . وذلك بالعقوبة الشرعية، وتشديدُ الرقابة في الطرقات على الذين
يتعرّضون للنساء، ومنع كلِّ وسائل الاثارة الجنسية، وتدريس الدين في
جميع المدارس، مع العناية في هذا بشرح سورتي النور والأحزاب،
شرحأ يتنالسَبُ ويتلاءَمُ مع عقلية التلاميذ والتلميذات.
57

الصفحة 57