كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
وعلى الرغم من الأدلة الدينية والعلمية التي اشتمل عليها البحثُ،
وأنّها كلها تدعو إلى الإلغاء بلا إمهال، ف! نّ اللجنة التي أرسل إليها لم
تتخذ قراراً حاسمأ في الموضوع، وظلَّ البغاء الرسمي يمارَسُ علنأ في
مصر حتى ألغي في عهد وزارة إبراهيم عبد الهادي، الذي خلف النقراشي
بعد مقتله في رئاسة مجلس الوزراء، كما خلفه في رئاسة الحزب السعدي.
ثالثاً: مشاركاته السياسية:
لم يكن الشيخ المطيعي عالمأ ضليعأ في فروع الدراسات الإسلامية
بمفهومها المعاصر، وكذلك الدراسات العربية والتاريخية فحسب، وإنما
كان إلى هذا رجلأ اجتماعيّأ، ومجاهداً وطنيّأ، وله بصماته في مجال
القضايا السياسية منذُ شبابه، وحتى الأعوام الأخيرة من عمره، ولعلَّ
تلمذته لجمال الدين الأفغاني، وما كان يتحدَّثُ به هذا في مجالسه عن
واقع الأمة، ووجوب العمل الجادّ لإخراجها من دياجير التخلُّف والتسلط
والقهر، والتدخل الأجنبي في شؤونها: كان له الأثرُ في اهتماماته
السياسية، ومشاركته في النشاطِ الوطني لحماية الأمة، ممّن يكيدون
لها، ولا يريدون أن تعيش عزيزةً كريمةً مستقلةً.
وكان أول ما تعرَّضُ له بسبب مواقفه السياسية حين كان قاضيأ بمديرية
المنيا انْ وشَى في حقه واشٍ من الكبراء إلى الخديوي توفيق، واتهمه بأنّه
مع الحركة العرابية، وذكر له واقعة اتهمه بأنه تولّى كبرها، فحنق عليه
الخديوي، وعزم على إعدامه، فلجأ الشيخُ إلى أستاذه الشيخ محمد
المهدي، فقام في امره مقامأ محموداً، ولم يزل بالخديوي حتى رضي
عنه.
ولمّا نهض مصطفى كامل يدعو إلى تحرير وطنه من المحتلّ
الغاصب، وسافر من اجل ذلك إلى بعض الدول الغربية يستحئُها على
60