كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

معاونته من أجل استقلال بلاد 5، اتصل به الشيخُ المطيعي، وبارك إنشاءَ5
للحزب الوطنى، وتعاون معه بالرأي، وتوثّقت بينهما المودةُ
والصداقةُ.
وفي (919 أم) هبَّ الشعب المصري في ثورة اشترك فيها كلُّ
المواطنين رجالاً ونساءً للمطالبة بالاستقلال، ورحيل جنود الاحتلال،
وقد اتّصل الشيخُ بالقائمين بالحركة الوطنية الشعبية على الرغم من أنّه كان
موظفأ بالحكومة، وقد رأسَ الاجتماع العام بالأزهر، وقد تقرّر فيه توكيلُ
الوفدِ الذي كان يرأسُه سعدُ زغلول في المطالبة بحقِّ مصرَ في الاستقلال،
والمفاوضة فيه، وذهبَ على رأس جماعة من الوطنيين إلى هيئة الوزارة،
وعلى راسها حسين رشدي، لمطالبتها بالاستقالة إذا لم تُجَبْ مطالبُ
الأمة في ان ينوبَ الوفدُ عنها في المطالبة باستقلالها.
ولم تتوقّفْ مشاركةُ الشيخ في الحركة الوطنية في ذلك الحين عند هذا
الحد، بل تابع الحركة، وذهبَ إلى ممثلي الهيئات السياسية في القاهرة،
وقدّم إلى الجميع صورةً من القرارات التي اتخذت في اجتماع الأزهر،
وكانت التقاليدُ الدبلوماسيةُ تقضي بأن لا تَقْبَل تلك الهيئات مثل هذه
القرارات من رعايا دولة أخرى مستظلِّين بحمايتها، ولكنّ مكانته العالية،
وشخصيته الممتازة، جعلت هذه الهيئات تسمحُ بمقابلته ومجاملته،
بتسلّم القراراتِ منه، وإن كانوا بينهم وبين أنفسهم يعتبرون المقابلة
شخصية (1).
أ -موقفه من لجنة ملنر:
وحين أدركت بريطانية أنّ الحركة الوطنية في مصر ينمو نشاطُها على
(1)
انظر: مجلة الشبان المسلمين، عدد (صفر سنة 355 أهـ)، ص
475 - 474.
61

الصفحة 61