كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
صراحة اللورد، تلك الصراحة التي تدفع إلى القول! بأنَّ المصريين تقدّموا
تقدمأ مطرداً في الحالة الفكرية ايضأ، وهم من أجل ذلك يطلبون تمتُّعَ
بلادِهم بالاستقلال! التام، الذي هو امنيةُ الجميع.
ولفا أخذ اللورد يفسِّرُ معنى الحماية، ويشرحُ الفوائد التي تعود على
المصريين اولاً، وعلى الإنكليز ثانيأ، قال له فضيلة الشيخ: "إنّ
المصريين يعرفون وحدَهم ما ينفعهم وما يضرهم، وهم إذا أجمعوا على
المطالبة بالاستقلال التام فما ذلك إلا لاعتقادهم يقيناً أنّه خيرُ وسيلةٍ
لرقيهم، فيجبُ تحقيق طلبهم، وإذا كانت إنكلترا تريدُ حقيقةً جعل مصر
في أمن وسلام من كلِّ اعتداءِ خارجي فحسب فيمكنُها الاتفاق على ذلك مع
الدول الأخرى ". . وكان من ضمن كلام الشيخ ان قال: "إنّ تألم المصريين
من إعلانِ الحماية كتأئُمِ الإنكليز إذا أعلنت فرنسا عليهم الحماية فعلاً".
فقال اللورد: إنّ مصر ليست كإنكلترا التي عاشت طول! عمرها
مستقلةً.
فقال! الشيخ: "وكذلك مصرُ العريقةُ في المجد".
ثم قال! اللورد: إنّه يحسن بالمصريين ان يتقابلوا مع الإنكليز في
منتصف الطريق.
فقال الشيخ: "إني موافق على ذلك ايضأ، ويا حبّذا لو تقدّمت إنكلترا
إلى منتصف الطريق بما رسمته هي من الخطط السياسية ".
وأكَّد الشيخُ له بأنَّ المصريين طيبو القلب، وإرادتهم قوية، وقد
عرفوا معنى الحياة، وعزموا عزمأ اكيداً على الفوز بها اليوم أو غداً.
وأشار اللورد ملنر في حديثه إلى بلاغ السادة العلماء، وابدى ما يدل!
على اهتمامه العظيم به، ثم قال: إنّ إنكلترا تَعِدُ مصرَ خيراً.
وما كادت الصحفُ تنشر ما جرى في هذا اللقاء حتى ارسلت جهات
63