كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
عدةٌ تحصي الشيخَ على موقفه، ومن هذا ما بعثَ به علماءُ معهد الإسكندرية
التلغراف الاَتي:
" لا زلتَ لعلماءَ الدين إمامأ، وفي نصرةِ الحقِّ سبَّاقأ ومقدامأ".
وقد نُقِلَ هذا الحديثُ الذي كان بين الشيخ واللورد ملنر إلى سعد
زغلول، فسرّ 5 ذلك، وأرسل إلى المفتي خطابأ قال فيه:
"باريس (6 2 يناير سنة 0 92 1 م)
حضرة صاحب الفضيلة مفتي الديار المصرية:
أكتبُ إلى فضيلتكم عن ابتهاجٍ عظييم بالأجوبة التي اجبتم بها اللورد
ملنر في داركم العامرة، وقد ايّدتَ الحقَّ بالحجج الناهضة، ودحضتَ
الباطل بالإنارات الواضحة، وكانت احسنَ وقعأ وابلغَ اثراً من المقاطعة،
ولا غَرْوَ فهي اجوبةُ أكبر مف! ؤ في الإسلام، رضي الله عنكم وأرضاكم،
وسدّدَ خطانا وخطاكم آمين " (1). سعد زغلول.
وهذ 5 المواقف البطولية للشيخ حقيقةٌ تاريخيةٌ لا مراء فيها؟ لأنّ الذي
تحدّث عنها أستاذُ التاريخ الإسلامي بالجامعة المصرية وبالأزهر
الشريف (2)، وكان يكتبُ تاريخ الثورة المصرية يوميّأ على صفحات
"البلاغ" تحت عنوان "الأيام الحمراء"، ويصفُ عن يقين لا يتطرّقُ إليه
الكذبُ ما شاهده وسمع به.
ولكنّ بعض المعاصرين من الذين لا يحئون ان يُحْمَدَ لأعلام الإسلام
فضلٌ في مقاومة الباطل، هاظهار الحق، اوعزوا لمن يكتب في صحفهم
(1)
(2)
انظر: مجلة الشبان المسلمين، عدد (صفر سنة 355 اهـ)، ص
474 - 478.
هو الشيخ عبد الوهاب النجار.
64