كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
2 - دعوته لحقن الدماء بين عاهلي جزيرة العرب:
لم تكن مشاركاتُ الشيخ السياسية خاضةً بوطنه مصر، وإنّما شملت
اقطاراً إسلامية أخرى، لأنّ "مَنْ لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم "،
فضلاً عن انَّ الرجل كان علمأ على مستوى العالم الإسلامي بعلمه ومواقفه
الشجاعة، التي تخدمُ الأمة، وتدفع عنها اوزار التفرق والاحتلال،
والضعف والتخلف.
ومن هذه المواقف دراسةٌ كَتَبَها في صورة نصيحة عامة -فالدين
النصيحة دلّه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم - لعاهل نجد والحجاز،
وهو الملك عبد العزيز آل سعود (ت: 373 أ هـ- 953 أم) وعاهل اليمن
الإمام يحى بن محمد بن يحى حميد الدين (ت: 367 أهـ- 948 أم)
بسبب الحرب التي نشبت بين بلديهما، واستمرّت نحو خمس سنوات
(1929 - 934 أم) وكان الخلافُ الذي ادّى إلى هذه الحرب مرده إلى
السيطرة على منطقة عسير، التي كان يحكمُها الأدارسة، فاليمنُ تريدُ
ضمَّها إليها، ويرفض الملك عبد العزيز ما تريدُه اليمن، وانتهت هذه
الحرب باتفاقية الطائف سنة (934 أم)، وبمفتضى هذه الاتفاقية رُسِمت
الحدودُ بين اليمن ومنطقة عسير التي اصبحت جزءأ من المملكة العربية
السعودية (1).
لقد سُفكت في هذه الحرب دماءُ المسلمين، وقد آلم الشيخ المطيعي
ما جرى بين عاهلي الجزيرة من شقاقٍ وإراقة للدماء، فكانت هذه
الدراسةُ (2) التي جمعت بين النصيحة والبحث العلمي، وقد عرض فيها
(1)
(2)
أخبرني بتاريخ هذه الحرب واتفاقية الصلج الأستاذ الدكتور رأفت الشيخ
أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الزقازيق.
نشرت في: مجلة الإسلام، العدد الثاني من السنة الثالثة، في أربع صفحات.
66