كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
أولاً لرسالة الجهاد في الإسلام، وأنّه ليس سفكأ للدماء تراق ظلمة
وعدوانأ، ولا طلبأ للدنيا، ولا رغبةً في ملك، ولا توسعأ في استعمار،
ولا حبّأَ في إذلال العباد، ولا إكراهأ في دين، ولا قهرأ للنفوس؟
ولا جمعأ للأموال.
وإنّما الجهاد في الاسلام تشريع سايم، يقصد به إعلاءُ كلمة الله تعالى،
ونصرةُ دينه، وحماية الدعوة، وتأمين كلمة التوحيد، حتى تشقَّ طريقها
إلى القلوب في رغبةٍ صادقةٍ واقتناع كامل. . .
ويخلصُ الشيخ مِنْ هذا - بعدَ ذكر بعض الايات القرآنية، التي لا تأذن
بالحرب إلاّ عند الاعتداء على المسلمين، والتي تدعو إلى إعداد القوة،
والتي تأمرُ ببرِّ المخالف في الدين متى سالمنا، ولم يؤلِّبْ علينا عدوّاً - إلى
تساؤل عمّا جرى فيقول:
"إذن فعلامَ هذه الحربُ بين العاهلين الكبيرين، وكلاهما إمالم مسلم،
وقدو! في الإسلام، وما بالُ دماء المسلمين تراقُ بأيديهم، وهي عزيز
علينا، وعظيمةٌ عند اللّه؟! أهي جهاد في سبيل اللّه؟! اهي ضرورةٌ لردِّ
عدوان الأعداء؟! أفيها مصلحة لأحد من المسلمين؟! اللّه اذن بها؟!. .
كلا، إنّما هي فتنةٌ يبوء بإثمها مَنْ ايقظها من نومها، وارسلها ناراً
يَصْلَى بها المسلمون دون خلق اللّه إ ".
ثم بيّن حكمَ اللّه في القتال بين الفريقين المسلمين، مذكراً بأنَّ "منْ
حمل السلاح علينا فليس منا، وانّ القتلَ العمدَ جريمة لها عقابُها العظيم،
وانَّ الرسول "! يوّ في حجّة الوداع حرّمَ الدماء والأموال والاعراض، فما
يجرى بين العاهلين مخالِفٌ لما شرع اللّه، وعليهما أن يتحاكما إلى القرآن
والسنة، وان يوقفا رحى القتالِ بينهما، ويحقنا الدماءَ التي لا تباح إراقتها
إلا في سبيل اللّه".
وذكر بعد هذا واجبَ المسلمين حيال الفريقين المتنازعين، وهو
67