كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

بذلك ما انتقل علم من جيل إلى جيلى، وقد قال! اللّه تعالى: "وَإِذأَضَذَ اللَّهُ
جِممثَقَ ألَّذِيئَ أُوتُوا اَلكِتَت لَتُبَيِّنُنَّم لِلنَّاسَ وَلَاتَكتُمُوَنو " أ آل عمران: 187).
وروي عن رسول! اللّه! ي! انّه قال!: "مَنْ سُئِل عن علمٍ فكتَمهُ اَلْجَمَهُ اللّهُ
بلجامٍ من نارٍ يومَ القيامةِ " (1).
وجاء عن الإمام علي كرم اللّه وجهه: "ما أخذَ اللّهُ العهدَ على أهلِ
الجهلِ أن يتعلّموا، حتى اخذَ العهدَ على أهل العلم ان يُعلِّموا" (2).
والشيخ المطيعي كان مثالأ حيّأ للعالِم الذي لا يبخلُ بما أنعم اللّه عليه
من علمٍ، لقد بذل! في سخاء، ومن ثَثمَ كان يتلقّى الرسائل من شتى البلاد
الإسلامية تستفتيه فيما يواجهون من قضايا تتعلَّق بأمور دينهم، وكان
الرجلُ لا يتوانى في الردِّ على كلِّ رسالةٍ، بل استعان ببعض تلاميذه
لمعاونته في ذلك مقابل ما كان يدفعه لهم من ماله الخاص.
إنّ هذا السلوك العلميَّ يعدُّ امتداداً لما سار عليه السلف الصالح من
بذل! العلمِ حسبةً وتقربأ إلى اللّه، كما يعدُّ تواضعأ وكرمأ هايمانأ صادقأ
بالمسؤولية التي يتحمّلها العلماءُ في تبصير الأمة بأحكام دينها، تحى
يكونَ الناسُ على بينة وبصيرة وهداية واستقامة.
ولم يكن كرمُ الشيخ محصوراً في بذل! العلم والإنفاق في سبيل تبليغه
إلى من يطلبه، وإنّما كان يوزِّعُ ما يأخذه من نظارةِ بعضِ الأوقاف على
الفقراء من أهل العلم وغيرهم في المواسم والأعياد. .
ويقول! عنه بعض تلاميذه: "وأمّا عن صلات البر والإحسان التي كان
يصل بها في السرِّ بعضَ المعوزين والبائسين، فحدِّث عن الحنان الأبوي
(1)
(2)
رواه الترمذي، رقم (0 284).
أدب الدنيا والدين، للماوردي، ص 63، القاهرة.
70

الصفحة 70