كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
يطلبُ مواصلة البحث، فإذا فاجأنا زائر أو ذو حاجةٍ سررتُ انا وزميلي
الذي كان يعمل معي، ريثما يقضي الزائر حاجته لنستريحَ نوعأ ما، فإذا
قضى الزائر وطرَه -حاسبنا الشيخ على الزمن، واستأنفَ البحث،
و! ا! قراءة الدرس الذي كان يواظِبُ عليه، ويعدّه فرضأ لا مناص
والشيخ مع إقباله على العلم والتعلّم والاطلاع الواسع كان مثلاً عاليأ
في الذكاء والعبقرية، وتوقد القريحة، ومن ثَمَّ كان واسعَ الافاق،
رحبَ المدارك، يتناول كلَّ علمٍ تناولَ المتخصص الدارس، فيبزُّ
المتخصصين، ويفوقُ الدارسين.
اولاً: التنوع الثقافي للشعخ المطيعي:
إنّ مَنْ كان مثل الشيخ في عكوفه على القراءةِ والتبحّر في العلم،
والتمتّع بالموهبة العقلية والذكاء والعبقرية، وما كتبَ من مؤلفات،
وألقى من محاضرات، وسطّر من فتاوى ودراساتٍ، وعاش مشكلات
الأمة، يعالجها بالحكمة والموعظة الحسنة، يكون بلا مِراءً متعدِّدَ
المجالات الثقافية والفكرية، وتكون حياته كلُّها سلسلةً من الجهاد في
شتّى المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية.
لقد أالَف الشيخُ في كلِّ العلوم الإسلامية بمفهومها المعاصر (2)، االَف
(1)
(2)
انظر: مجلة الإسلام، المصدر السابق نفسه.
يطلَقُ مصطلح "العلوم الإسلامية " في العرف المعاصر على الدراسات التي
تتّصل بالإسلام عقيدةً وشريعةًاتصالأ مباشراً، كالتفسير، والحديث،
والتوحيد، والفقه، هذا الإطلاق - وإن أخذَ طابع المصطلح، ولا مشاخة
فيه - لا يعني إيملاميّا أن ما سوى تلك الدراساتِ كالأدبِ وٍ الطبِّ والفَلَكِ
والزراعة وغيرها من العلوم النافعة للإنسان ليست إسلامية، وذلك ألىَّ=
75