كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

من آيات السياسة والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر،
امتثالاً لحكم اللّه.
وإذا كان الكتابُ المنقودُ قد ارتكز على الزعم بأنَّ الشريعة الإسلامية
روحية محضة، لا علاقة لها بالحكم والسياسة، فقد عصفَ الشيخ بهذا
الزعم في وضوحٍ ساطعٍ لا يقبل المراء (1).
وأما كتاب "توفيق الرحمن للتوفيق بين ما قاله علماء الهيئة وبين
ما جاء في الأحاديت الصحيحة واَيات القراَن" فقد عرض فيه في المقدمة
إلى أهمية علم الهيئة، وقال في تعريفه: "اعلم أنَّ علم الهيئة هو قواعدُ
كلية وقوانينُ عامة، يُبحث فيها عمَّا يتعلّق بالسموات والأرض والنجوم
ومداراتها، التي هي افلاكها من حيثية مخصوصة " (2).
وبيّن بعد ذلك أقسامَ هذا العلم، وذكر أنَّ موضوعه هو الاجرام
السماوية والأرض التي هي واحد! منها، واستطرد إلى الحديث عن تاريخ
علم الهيئة قديمأ وحديثأ.
ثم درس ما ورد في الكتاب والسنة من اياتٍ وأحاديث تتعلّق بمسائل
هذا العلم، وحاول استقراء كلِّ النصوص الشرعية، موضحأ انّه
لا تعارض بينها وبين ما يذهب إليه علماءُ علم الهيئة.
وقد عوّل في دراسته على آراء بعض المفسرين والفلاسفة، وهو بهذا
يردُّ على كثير من العلماء الذين اشتبه عليهم ما جاء في علم الهيئة متعلّقأ
(1)
(2)
انظر: مجلة منبر الإسلام، عدد (ربيع الاول سنة 424 أهـ)، ص 97،
القاهرة.
جاء في المعجم الوسيط: علم الهيئة: علم الفلك، وهو علم يبحثُ عن
أحوال الاجرام السماوية وعلاقة بعضها ببعض، وما لها من تأثير في
الأرض.
79

الصفحة 79