كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

من تأخره ذريعة لخلعه، وتعيين السلطان حسين كامل بن إسماعيل سلطانأ
على مصر.
ويتّضح من هذ 5 اللمحات التاريخية عن مصر منذ عصر محمد علي إلى
ثورة سنة (919 ام) انّ الحياة الثقافية والتعليمية كانت تعاني من المد
والجزر، وإذا كانت هذه الفترةُ التي تبلغُ نحو قرن من الزمان قد عَرَفت
عدداً من زعماء الإصلاح والعمل الوطني؟ فقد هيمن عليها روحُ الركود
والجمود، وبخاصة بعد ان بسطت بريطانية حمايتها على مصر، وحاربت
دعاةَ الإصلاح ومقاومة الاحتلال بشتى الوسائل المشروعة وغير
المشروعة.
امّا الأزهر فقد كان في تلك المرحلة التاريخية يعيشُ حياةً طابعُها
التقليدُ في مناهجه ومقرراته، وباءت جهودُ الشيخ محمد عبده في
إصلاح الأزهر وتطوير مناهجه بالبوار؟ لأنّ الخديوي لم يكن يريدُ
للأزهر تطويراً، وناصره في هذا الجامدون والمقلّدون من الشيوخ
وما أكثرهم (1)!. .
وقد عاش الشيخ محمد بن بخيت المطيعي في الثلث الأخير من القرن
الثالث عشر الهجري، والنصف الأول من القرن الرابع عشر، وكانت
دراسته في الأزهر طوعأ للمنهج التقليدي، فتائّر بهذا في الطور الأول من
حياته العلمية، ثم اخذ بعد ذلك بنصيبٍ وافرٍ من الثقافة والأدب، ومن
ئَمَّ كان له دوره في السياسة ومقاومة رغبات المحتل، كما كان له الأثر في
فتاويه ومؤلفاته التي جابه بها الفكر الاستشراقي، ومن سار على دربه. .
__________
(1) انظر: محمد عبده، للأستاذ عباس محمود العقاد؟ وزعماء الإصلاح في
العصر الحديث، للدكتور احمد أمين؟ ومقدمة كتاب رفاعة الطهطاوي،
للدكتور أحمد أحمد بدوي.

الصفحة 8