كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

بالسموات وأجرامها، والأرض وأقسامها، وطنوا انّ ذلك يصادِمهُ ما جاء
في الاَيات القرآنية والسنة النبوية الصحيحة، وأنَ هذا التوافقَ من شواهد
الإعجاز القرآني، فلم يكن محمّد-! ه يعرِفُ شيئأ من قوانين النجوم
ومداراتها، وجيولوجية الارض وجبالها، والسحاب وانواعه، إلى غير
ذلك من المسالْل.
وخلص الشيخ من دراسته -التي بلغت نحو (260) صفحة من القطع
كبير ببنط صغير، بحيث بلغ عدد الأسطر في كل صفحة اكثر من ئلاثين-
إلى انَ العقولَ لا تقفُ إلا على قليل من اسرار خلق السموات والأرض،
وا! في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار لايات لأولي
الألباب.
إن كتاب "توفيق الرحمن " يعطي صورةً عن ثقافة علمية للشيخ، ربّما
لم يكن أحد من معاصريه يهتم بها، فهو في هذا الكتاب جمع بين البحث
في النمن الشرعي ومدى تطابقه مع ما انتهى إليه علماءُ علم الهيئة.
وهو بهذا لم يحصر نشاطه الثقافي في مجال التخصص العلمي
الدقيق، وهو الفقه والأصول، وإنّما تجاوزَ هذا إلى قضايا معاصرة في
علم الفلك والنجوم، وهذا ما تجلى أيضأ في كتابه " تنبيه العقول " مما يدكُ
على ا! الشيخَ كان طُفَعَة، ويسعى وراء المعرفة أنّى تيسرت له.
ويلاحَظُ أنّ بين هذه الكتب الثلاثة قواسم مشتركة؟ اهمها ما يلي:
! ى
1 - الفت هذ 5 الكتبُ في فترةٍ زمنيةٍ واحدةٍ تقريبأ، فقد صدرت قبل
وفاة الشيخ بنحو عشر سنوات.
2 - كلّ كتابٍ من هذه الكتب كانت الغايةُ الأولى من تأليفه الرذَ على
بعض الذين لم يفقهوا الإسلام، أو طعنوا في شريعته، وتقوّلوا عليه،
وجاء الردّ على هؤلاء قويّأ، مدعمأ بالبراهين العلمية، التي لا مراءَ فيها.
80

الصفحة 80