كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
جاء في التعريف بالشيخ في مقدمة (1) كتاب: "تنبيه العقول ": فكان
لايسمع محاضرةً إلا وينتفض مبيّنأ مافيها من الصواب والخطأ،
والاستقامة والاعوجاج، شارحأ ذلك في بيانٍ عذبٍ، واسلوبٍ علمي،
وديباجةٍ ادبيةٍ عاليةٍ.
وكانت فتاوى الشيخ في فترة عمله مفتيأ تتسم بسلاسة العبارة، وعدم
النقل من النصوص القديمة، وإن كان فى بعض الأحيان يشير إلى بعض
القواعد في المذهب الحنفي (2).
وكان إلى هذا شاعراَّ، بيد انَ شعره لم يُجْمَعْ في ديوانٍ، ولعلّه لم
يكن بالقدر الذي يمكن ان يُجْمَعَ في ديوان، ومنه ما رواه أحدُ تلاميذه،
قال: "قلتُ له مرةً: إنني ألاحظ على فضيلة مولاي الشيخ أنّه لا يردُّ زيارة
الأمراء والعظماء الذين يزورونه، لعلّ ذلك لكبر ال! ن؟.
فقال: لا، بل لأني مِتُّ من أمد بعيد، وهل الميت يكلَّفُ بردِّ زيارة
من يزوره؟!.
فقلت له: ولكنك حيُّ الأحياء، لا حيّ فقط، فأنشدنى من شعره،
وكلُّ شعره من السهل الممتنع:
تركتُ النَّاسَ حتّى أصدقائي فلا مَلِكاً أزورُ ولا وَزِيْرَا
ولستُ بكارِهٍ احداً ولكنْ رأيتُ زيارتي للنّاسِ زُوْرَا
لانّي مِتُّ مِنْ أمدٍ بعيدٍ وَهَلْ مَيْتٌ يُكلَّفُ أنْ يَزُوْرَا
إذا رُ! عَ التحرُّجُ عن مريضٍ فكيفَ إذا الفتى سكنَ القُبْورَا
(1)
(2)
الهداية الإسلامية، عدد (جمادى الأولى سنة 352 أ هـ).
تنبيه العقول، ص 22.
انظر: الفتاوى الإسلامية: 2/ 657.
84