كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

وسكّانُ القبورِ وإنْ يُزَارُوْا فما زَارُوْا عَظِيْماً أو حَقِيْرَا (1)
وأهدى الشيخ صورته لمجلة "الإسلام"، وذيّلها ببيتين من الشعر؟
هما:
حبستُ لكم ظلّي بهذا لأنني يعزُّ على قلبي فراقُ أحبتي
فإنْ أكُ في الأحيا فجسمِي بحيَكُم وإنْ أكُ في الموتى ففي الحيِّ صُوْرَتي
وجاءت كلمة "الإسلام " في صورة الأستاذ الإمام كما يلي:
لم نعهدِ الكوكبَ السيّارَ في الأفق مصؤَراً فوقَ قرطاسٍ من الوَرَقِ
أيقنتُ ذلك حقّاً مذْ نظرتُ إلى مثالِ هذا الإمام المُبْاِع اللَّبقِ
في ظلِّ صورتكَ المحبوبِ منظرُها نرى مثالَكَ في خلْقٍ وفي خُلِقَ
واضاف صاحبُ المجلة إلى هذه الأبيات قوله: "ونحلِّي هذه الصحيفة
من صحف المجلة بصورته الخالدة، لتخلدَ بخلودِها، ويَنْبُهَ شأنها بنباهة
ذكر صاحبها، وليكونَ لها الشرفُ بالاعتزاء إلى فضله، والانتماء إلى
نبله، مدَّ اللّه في أجله، واطال عمره، وأدام النفع به " (2).
لقد كان الشيخ المطيعي طُلّعة، ولذلك ماكان يحصر نفسَه في دائرة
ثقافية محدودة أو ضيقة، وإنّما كان يسعى للتزوُّد المعرفي انَّى يتاحُ له،
وبخاصة ما كان منه وثيقَ الصلة بالدراسات التي تخصَّص فيها، وهي اللغة
العربية واَدابها، وظهر ذلك واضحأ في كلِّ ما سطره في العقدين الأخيرين
من حياته، فقد ساده الأسلوب الذي يتميّز بالسلاسة والوضوح والدقة
اللغوية.
3 - فقيه لا يعرفُ التعصب المذهبيَّ:
إذا كان الشيخُ حنفيَّ المذهب، وكان يصدّر توقيعه على الفتوى
(1)
(2)
انظر: مجلة الإسلام، عدد (18 شعبان سنة 354 أهـ).
مجلة الإسلام، العدد الثالث من السنة الثالثة.
85

الصفحة 85