كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
درجةٍ سواء، فلا مفاضلةَ ولا تمييزَ بينها؟ لانها فهئم بشري للنصوص
الشرعية، فليس لها من ثَمَّ عصمة، وكلُّ من يرى غير ذلك فهو مخطى،
ولا يعوَّلُ على ما يذهبُ إليه.
والشيخ مع هذا شكك في نسبة كتاب "مغيث الخلق " إلى إمام
الحرمين، بل كادَ يجزمُ بأنّه منحولٌ، فالاراءُ التي وردت فيه تناقِضُ
ما جاء في "البرهان" وهو موسوعةٌ أصولية، و"نهاية المطلب " وهو
موسوعة ضخمة في الفقه، وغيرهما من مصنفات أبي المعالي الجويني.
هاذا كان الشيخ قد ذكر أنَّ المذاهب الأربعة السنيّة كالحلقة المفرغة
لا يُدْرَى أين طرفاها، فإنّ هذا لا يعني أنَّ ما سوى هذه المذاهب ليس
داخلاً في هذه الحلقة المفرغة، وبخاصة المذاهب غير السنية، فقد ر د
على "رينان" في افترائه بأنَ امة الفرس شيعية وليسوا بمسلمين، قال:
"واللّه يعلم ويشهدُ إنّه لكاذب فيما يقول. .
امّا الفرس فمنهم سنيون وشيعيون، ولكنّهم مسلمون قبل كل شيءً،
وها هم علماءُ الفرس وائمتهم قديمأ وحديثأ يعتنقون الإسلام، ويحجون
بيت اللّه الحرام ككلِّ المسلمين، ويصلّون صلاة المسلمين إلى قبلة
المسلمين، ويصومون كما يصوم المسلمون، وهذه كتبهم ومؤلفاتهم
المخطوطة والمطبوعة تملأ البلاد، وهي كتمب إسلامية اصولاً وفروعأ".
ويقول أيضأ: "ومنهم كثير من افاضل العلماء المجتهدين في فقه
الشريعة الإسلامية، وفي فقه الحنفية خصوصأ" (1).
ويتحدّث الشيخ في معرض رده على "رينان"؟ حيث ذهب إلى انّ
انتقال مركز الخلافة إلى بغداد قد عاق مسيرة النهضة العلمية نحو مئتي عام
(1) انظر: تنبيه العقول، ص 188 - 189.
88