كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
العروة الوثقى التي تربط بين المسلمين في كل مكان.
وقال في كتابه "رفع الإغلاق عن مشروع الزواج والطلاق " (1) وهو
يتحدّث عن المسائل الخلافية والعمل بها، وانَّ أحداً لا يستطيعُ ان يمنع
أحداً من ان يعمل بمذهب من المذاهب: "ألا ترى انَّ الإمامية الموجودين
في القطر المصري يعملون فيما بينهم بما يعتقدونه مذهباً لهم بدون حرج ".
وفي هذا القول إشار! إلى أنّ المذهب الإمامي كان له وجود في مصر
في عصر الشيخ المطيعي (2)، وأنّ العمل باجتهاداتِ فقهاء هذا المذهب
لا يختلِفُ عن سائر المذاهب، وبخاصة الأربعة المشهورة، وهذا يعني أنّ
الاجتهادات المذهبية لها اعتبارها، لا فرق بين مذهب سني ومذهب شيعي.
وهذه النظر؟ تنكِرُ التعصّبَ المذهبيَّ، وتحترمُ كلَّ اجتهاداتِ الفقهاء
في المذاهب المعتبرة، وتعدُّ دعوة من الشيخ للتقريب بين اتباع هذه
المذاهب " لأنه لا يوجد فرق جوهري بين اصولها (3).
وكأني بالشيخ وهو يتحدّث عن الفقه الشيعي يعبِّرُ عن الدعوة التي
بدأها الشيخُ محمد عبده، وتبناها السيد محمد رشيد رضا، ثم أصبحت
رسالةَ جماعة التقريب في القاهرة (4)، ومهمة المجمع العالمي للتقريب
في طهران -هذه الدعوة التي تتمثل في العمل المخلص الجاد الذي
(1)
(2)
(3)
(4)
ص 0 0 1، ط. دار الفاروق بالجيزة - مصر.
بل يدل على وجود جالية من أبناء هذا المذهب (ن).
قلت: الخلاف في الأصول بين أهل السنة والإمامية كبير وخطير، وقد
مضى عليه ثلاثة عشر قرنأ، ولا يجوز اتخاذه اليوم من قبل الفريقين ذريعة
لإثارة الفتن والقطيعة بين المسلمين. انظر: نظرية الإمامة، للدكتور
محمد صبحي، ط. دار المعارف بمصر (ن).
قلت: كان التقرب من جهة واحدة هي الازهر، أما الإمامية في العراق
وإيران فلم يخطوا خطوة واحدة نحو التقارب! (ن).
90