كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

شيئأ من العلم،! انّما يتشبثون بكلّ من اشتهر بالفضل والعلم وهو بريء
منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب ". . فهذه الشهادةُ العلمية الصريحة
للإمام الحجة تغني عن كلّ دليل (1).
إن العلاقة بين الإمام محمد عبده والشيخ المطيعي لم تكن علاقة نديةً
او منافسةً أو صراعأ على حطام الدنيا، وكان الشيخُ يقدّرُ الإمام حقَّ
قدره، وإذا كان بينهما من خلافٍ حول بعض قضايا الإصلاح، فإنّه
خلافُ منهجٍ وثقافؤ، فالإمام برحلاته العديدة إلى بعض البلاد العربية
والأوروبية، وتلمذته لجمال الدين الأفغاني، ومشاركته في الدعوة إلى
الإصلاح، وإجادته الفرنسية، وعمله في الصحافة، كانت له رؤية خاصة
في معالجة مشكلات الأمة، وبخاصة مشكلات التعليم (2) والقضاء،
وفهم الدين على طريقة السلف، وتحرير اللغة من المحسّنات البديعية التي
يمجها الذوق، ولا تلائم العصر.
على حين كانت ثفافة الشيخ المطيعي في المرحلة الأولى كما ذكرت
سابقأ مردُّها إلى التراث الففهي والأصولي، وان كانت تلمُّ بقدرٍ من
الدراسة المنطقية والفلسفية، ومن ثَمَّ جاء التفاوتُ بينه وبين الإمام في
منهج الإصلاح، وهو تفاوتٌ يعبِّرُ عن تنوع في التصور والأسلوب،
ولا يدلُّ على نزعؤ شخصيبما في المراء والجدل.
ويوكد هذا مؤلفات ومقالات الإمام محمد عبده، فهي كلها بوجه عام
(1)
(2)
انظر: النهضة الإسلامية في سير اعلامها: 3/ 328 - 329؟ وانظر: مجلة
منبر الإسلام، عدد (ربيع الأول سنة 4 42 ا هـ)، ص 94.
انظر كتاب: التعليم والإرشاد، للعلامة محمد بدر الدين النعساني
الحلبي، فقد عرض لرأي الإمام في إصلاح التعليم وانتقده من بعض
جوانبه (ن).
97

الصفحة 97