كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
تتناول تحرير الفكر من قيد التقليد، والرجوع في فهم الدين إلى الينابيع
الأولى قبل ظهور الخلاف وإصلاح اللغة، واستنهاض الهمم للحياة
العزيزة الكريمة.
ولكنَّ مؤلفات الشيخ المطيعي في الفترة التي عاصر فيها الإمام كانت
دراسات فقهية واصوليةً، وان لم تخلُ من نظرات إصلاحية، بيد أنها
نظرات تؤثِرُ التأني، على عكس ما كان الإمام محمد عبده يدعو إليه متأثراً
بأستاذه الأفغاني، فكلّ منهما مجدِّدٌ وفق رؤيته وثقافته. .
وأما الشيخ حسونة النواوي، فقد دزَس في الأزهر بعد تخرجه فيه،
كما درَّس الفقه بدار العلوم، ومدرسة الإدارة، التي سميت بعد ذلك
بمدرسة الحقوق، ثم كلية الحقوق، وقد شغل منصب الإفتاء إلى جانب
توليه مشيخة الأزهر التي عهد له بها مرتين: الأولى عام (313 اهـ)،
والثانية عام (324 اهـ)، وليس له من اثرٍ علمي سوى كتاب "سلم
المسترشدين " في الفقه الحنفي، وقد كتبه لطلاب مدرسة الإدارة (1).
وكما تولّى الشيخ حسونة المشيخة مرّتين، تولاها أيضأ الشيخ سليم
البشري مرتين: الأولى عام (317 اهـ)، والثانية (327 اهـ)، وكان قبل
ذلك قد تولّى نقابة المالكية، وله "المقامات السنية في الرد على القادح في
البعثة النبوية "، ويقول عنه صاحب "الأعلام" إنّه راَه في ىسٍ واحدٍ
مخطوطٍ في خزانة الرباط (2389 كتاني) (2) وله شرح لقصيدة " نهج البردة "
لأحمد شوقي، مطبوع.
والشيخ آبو الفضل الجيزاوي من الذين تولوا مشيخة الأزهر عام
(1)
(2)
انظر: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، لأحمد تيمور باشا،
ص 14 أ-119.
الأعلام، للزركلي: 119/ 3.
98