والتنظيم والإدارة والتخطيط لهذا المؤتمر يبدي إعجابه بذلك: "لهي دروسن
وخبرات تستحقُّ التأمل لدلالتها عل خطر المخطط والمواجهة والتحدي. . .
ولضرورة وأهمية التعلم من هؤلاء الأعداء" (1) وهي لمحةٌ لها دلالتها.
لذلك فهو يعتبر هذا المؤتمر مخططأ استراتيجيّأ لإعلان الحرب الدينية
ضد المسلمين، واستبدال أسلحة التنصير القديمة بأخرى حديثة.
درس الدكتور محمد عمارة قضية محاولات الإرساليات التنصيرية اخترا! تى
المسلمين، ومحاولاتهم لبيانِ سبل هذا الاختراق، مثل: الثغرات المذهبية
والقومية والعرقية والطبقية والمعرفية بين المسلمين، كذلك الثغرات الخاصة
بالأفكار، مثل: التغريب والعلمانية، وبذلك فقد قرروا اختراق الإسلام من
خلال الأمراض الذإتية لأهله، فقد عملوا على الاختراق الثقافي للإسلام،
وتجريد الثقافة الإسلامية من هويتها وجوهرها والصبغة التي تميزها.
وبيَّن الدكتور محمد عمارة أنَّ من ضمن وسائل عمل تلك الإرساليات
الاعتماد على الكنائس المحلية في البلاد الإسلامية، فمن ضمن ما جاء في
نصوص المؤتمر: "يجب أن تخرج الكنائس القومية عن عزلتها، وتقتحم
بعزم جديد ثقافات ومجتمعات المسلمين الذين تسعى إلى تنصيرهم،
وعلى المواطنين النصارى في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية
العمل معاً بروح تامة، من اجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك
لتنصير المسلمين " (2).
من أهم وأخطر القضايا التي يعالجها الكتاب قضية التنصير عن طريق
المرأة التي كانت محطَّ اهتمام الإرساليات التنصيرية عمومأ، فقد أنشأت
الإرسالية الأمريكية في بيروت (1834 م) أقدم مدرسة عليا للبنات في الدولة
العثمانية كلها؟ فهذه الإرساليات ترى أنَّ النساءَ هُنَّ المفتاحُ لزرع الكتاب
(1)
(2)
استراتيجية التنصير، ص 54.
المصدر ا لسا بق، صه 4 1.