الواقع الجديد بفقه إسلامي جديد، وهو ما يمكن ان نسميه فقه الواقع.
وعرض أيضأ لقضية العلمانية، وبيّن مفهومها ونشأتها، وهي التي
جعلت من العقل والتجربة واللاهوت المرجع في كافة شؤون الإنسان، فقد
عملت على عزل الدين عن الدنيا، والسماء عن الأرض، فهي بذلك ثمرةٌ من
ثمرات التنوير الوضعي الغربي، ولكنّ علماء مدرسة الإحياء والتجديد
الإسلامي، كان عندهم وعيٌ مبكر بالطبيعة المادية للعلمانية ولماهيتها
الداعية للاستغناء بالعقل والتجربة عن الدين.
وعرضَ وناقشَ لوفود العلمانية إلينا، والتي أتت في ركاب الاستعمار
الأوربي بَدْءأ من الحملة الفرنسية على مصر، ثم الغزوة الاستعمارية على
معظم بلدان العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر الميلادي، رغم صيحات
التحذير التي أطلقها علماء مدرسة الإحياء والتجديد بَدْءاً برفاعة الطهطاوي،
الذي - ويا للعجب - يعتبره بعض العلمانيين منهم.
وتكونُ النتيجةُ المنطقيةُ انَ الإسلام يرفض العلمانية، فقد نشأت في بيئة
مخالفة ومختلفة تمامأ عن البيئة الإسلامية، وتعارض الأصول الحضارية
الإسلامية، لذا لا سبيل للإصلاح إلا بالإسلام، فهوالسبيل الوحيد للخروج
من المأزق الحضاري الذي دخلت إليه الأمة الإسلامية بالتخلف الموروث،
والتغريب الذي جاءها من وراء الحدود، الهادف لاستخدام العلمانية سلاحأ
للقضاء على الإسلام دينأ وحضارةً.
وينهي الدكتور محمد عمارة الكتاب بقوله: "يجب ان نرى ممارسات
الغرب التاريخية. . . والحديثة والمعاصرة إزاء الإسلام وأمته وعالمه. . .
وأن نبصر مكانة العلمانية في هذا الصراع الذي يفرضه الغرب على العالم. .
والذي يتجلّى الان تحت شعار العولمة " (1).
(1)
الشريعة الإسلامية والعلمانية، ص ا 7.
106