كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

صورة الإسلام في خطاب الهيمنة الغربية، فيؤكد الدكتور محمد عمارة: "في
كل مفردات الخطاب الغربي - اللاهوتي منه والسياسي والثقافي والتعليمي
والإعلامي - كان الغرب حريصأ على توجيه أمضى اسلحته وأخطرها إلى
الإسلام - الدين والثقافة والحضارة، باعتباره النموذج الذي حرّرَ الشرقَ من
الرومان ومن الصليبيين، والطاقة المقاومة لكل محاولات هيمنة الغرب على
الشرق من جديد" (1).
أدت تراكماتُ مفرداتِ الخطاب الغربي عن الشرق الإسلامي إلى
وجودِ مخزونٍ من ثقافة الكراهية ضد كل ما هو إسلامي، هذا المخزون
هو الداعم للمشاريع الغرببة والصهيونية ضد العالم الإسلامي.
ومما يزيد في الاقتناع بهذه القضايا ان الدكتور محمد عمارة يستعين في
تقديم اَرائه بالمصادر الغربية التي كتبها علماء ومؤرخون ومفكرون
اوروبيون، وهو ما يؤدي للاقتناع حتى عند الغربيين انفسهم.
فيذكر تصوير الكاثوليك للرسول! ي! على أنه هو الذي اغوى الشعوب من
خلال وعوده الشهوانية، وتصوير مارتن لوثر والبروتستانت للقران: "بأنه
كتاب بغيض وفظيع وملعون ومليء بالاكاذيب والخرافات والفظائع " (2).
ويستحضر عشرات الاراء في هذا المجال ليوضِّح مخزون الكراهية ضد
الإسلام في الغرب، وهو ما أدى بالتالي إلى تزييف المشروع الغربي السياسي
والكنسي لصورة الإسلام.
يحدد الدكتور محمد عمارة أننا إزاء هذه الصورة المغلوطة عن الإسلام،
وإزاء الكراهية الغربية أمام ثلاث خيارات؟ هي:
1 - خيار الاستسلام يأساً وقنوطاً من روح الله ونصره: وهو خيار بائس.
(1)
(2)
الغرب والإسلام، ص 70.
المصدر السابق، ص 71.
108

الصفحة 108