له، ويلقون على الإسلام السياسي شبهات الكهانة والسلطة الدينية،
والحكم حسب نظرية الحق الإلهي.
والاَخر: يريد ان يصل إلى العلمانية: التي تفصل فصلاً تامّأ بين الدين
والدولة.
والدكتور محمد عمارة كعادته في مشروعه الفكري القائم على وسطية
الإسلام يوضج رؤية الإسلام الصحيحة لهذا الأمر، وهو ما يؤكد أن للإسلام
طريقأ وسطأ بعيداً عن العلمانية، وبعيدأ أيضأ عن السلطة الدينية التي تجعل
الدولة دينأ خالصأ.
لذلك قدم الدكتور محمد عمارة في هذا الكتاب دراسة لأربع قضايا بالغة
الاهمية توضج الرؤية الإسلامية، وهي: الإسلام والسلطة الدينية، الإسلام
والحرب الدينية، الإسلام والعلمانية، محمد ع! ي! الرسول السياسي.
تسرّبت فكرةُ السلطة الدينية في بعض فترات التاريخ الإسلامي إلى قطاع
محدود من الفكر السياسي، فقد دعا إليها أئمة الشيعة، كما دعا إليها العديدُ
من المستبدين من الحكام والسلاطين، وكانت النتيجةُ إعاقة تطور الأمة
الإسلامي، والدفع بها إلى مرحلة من الجمود والتخلف التي كبّلت العالم
الإسلامي، ولكنّ الإسلام ينكِرُ هذا اللون من انماط سياسة الدولة والناس،
ويستشهِدُ برأي الشيخ محمد عبد 5 الذي يرفض السلطة الدينية في الإسلام،
ويرى انّ اعتراف المسلم لأي أحد - كائنأ من كان هذا الأحد - بسلطة دينية
أمراً يتنافى مع الإيمان باللّه واليوم الاخر (1).
فالإسلام ليس دولة دينية مثل: البابوية القيصرية، وعلماء الإسلام ليسوا
كهان، كما انّ الشريعة الإسلامية قد وقفت عند النهج والمقاصد والحدود،
(1) الدولة الإسلامية بين العلمانية والسلطة الدينية، ص 29.
110