فضلاً عن التاًليف، الوسطية التي تجمع بين الرسالة والسياسة، وبين الدين
والدولة، مبصرة العلاقة بينهما (1).
4 1 - سقوط الغلو العلماني (2):
هذا الكتاب ردّ على كتابات ومقالات المستشار محمد سعيد العشماوي،
الكاتب اليساري المعادي للمشروع الإسلامي برمّته، والذي وخه عشرات
التهم للإسلام من عينة:
1 - أنّ الإسلام قد تغيّرت معالمُه الأساسية، وهو ما يعني حَسْبَ قوله: انّ
الإسلام قد تعرض لعمليات تزوير، خرجتْ به عن شكله الذي كان عليه في
عهد الرسول! شَيِم، وبذلك فهو يرى انَّ المعالم الأساسية للإسلام استبدلت
باخرى خاطئة وفاسدة ودخيلة.
2 - يسعى المستشار العشماوي إلى علمنة الإسلام، وإلى القول بتاريخية
النصَّ القراني، وهو الأساس الذي إنطلقت منه دعوات ومشاريع أخرى ضد
الإسلام، مثل مشروع الدكتور نصر حامد أبو زيد.
3 - كما انّ العشماوي حاول الطعن في العديد من الثوابت الإسلامية؟
مثل: أنّ الصحابة قد ارتدوا إلى خُلُق الجاهلية وطباعها، وأنَ أبا بكر الصدّيق
رضي اللّه عنه قد غيّر الإسلام، وجاء بدين مخالفٍ لما جاء به محمد ع! ي!.
في ظلِّ هذه الصرعات العلمانية ما كان للدكتور عمارة أن يقف صامتأ
إزاءها، فقام بالردّ والتفنيد لتلك المزاعم، ولم تكن ردودُ الدكتور محمد
عمارة ردوداً عاطفيةً، ولا ردوداً عصبيةً متشنّجة، بل كانت ردوداً تتّسم
(1 (
(2 (
الدولة الإسلامية بين العلمانية والسلطة الدينية، ص 207.
صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى عام 416 اهـ= 990 ام، والطبعة
الثانية عام 422 اهـ= 2002 م عن دار الشروق، القاهرة، وعدد
الصفحات 327.
112