هؤلاء على البحث عن السنن والقوانين الحاكمة للانتصار، وعملوا على
تطبيقها في التعبئة الوطنية والقومية، ومثل هذه التيارات، وتيارات الأصالة
المستجدة كلها قد تمثلت في التيارات الإسلامية والقومية والوطنية.
يرى الدكتور محمد عمارة في أصحاب الفريق الاول أنهم احترفوا
صناعة تزييف الوعي، وكلامهم كتاباتٌ صحفية إعلامية لاعلاقةَ لها
بالدراسات العلمية، وأظهر لهم أمثلةً من التاريخ لتفنيد منطقهم القائم على
التسليم بالواقع.
ويذكر الدكتور محمد عمارة قوله: "فالقليل من الوعي بالتاريخ تاريخ
الصراعات بين الأمم والتدافع بين الحفحارات كفيلٌ بتبديد مقولات الداعين
إلى الاعترإف بالأمر الواقع من كتّاب الصحف ونجوم أجهزة الإعلام " (1).
في هذا الكتاب عَرَضَ الدكتور محمد عمارة نقاشأ لرأي المفكر محمد
جابر الأنصاري في العاهة المزمنة للواقع العربي والإسلامي، فقد حدد
الدكتور الائصاريُّ عاهتين: عاهة مزمنة في المكان وهي الصحرإء، وعاهة
مزمنة في الإنسان وهي البداوة، ونشأ عن هاتين العاهتين عاهات أخرى؟
مثل: القطيعة المزمنة بين العرب والدولة، والقطيعة المزمنة مع
السياسة، والقطيعة المزمنة مع القدرة على الدفاع عن النفس، الامر الذي
جعل التبعية للغير عاهةً عربيةً مزمنةً، والقطيعة مع صلب العقيدة
الإسلامية (2).
ناقش الدكتور محمد عمارة هذ 5 الاَراء ناقداً لها بالادلة القاطعة، ومناقضأ
لها في ذات الوقت، فقدم رؤيته في هذ 5 العاهات، وبيّن التناقض في الأمثلة
التي قدمها الدكتور الأنصاري في توضيج رؤيته، وبيّن الدكتور محمد عمارة
(1)
(2)
تحليل الواقع بمنهاج العاهات المزمنة، ص 14.
المصدر السابق، ص 18.
119